قصص أمهات

19 درساً تعلمته من الحجر بسبب كوفيد-19

19 درساً تعلمته من الحجر بسبب كوفيد-19
النشر : مايو 12 , 2020
آخر تحديث : سبتمبر 18 , 2023

بقلم: لبنى البشيتي، أم لطفلين.

 

أنا لا أعمل في المجال الطبي كما أنني لست مختصة في الأمور الصحية، ولكنني تعلمت بعض الدروس أثناء أزمة وباء كورونا (كوفيد-19) وما نتج عنها من حجر منزلي طويل. أتمنى أن تجدوا فيها الفائدة لكم ولعائلاتكم.

  1. البقاء في المنزل ليس بذلك السوء، في البداية عندما كانت أخبار الإغلاق والحجر المنزلي تتردد، كان الموضوع بالنسبة لي وكأنه إيقاف لعجلة حياتي اليومية المتعبة والمليئة بالأنشطة والأعمال والقيادة لمدة ساعتين على الأقل، والتي أحاول دائماً أن أجد خلالها وقتاً لنفسي مثل أن أحضر حصص الرياضة من الساعة ال 6:30 صباحاً 3 مرات في الأسبوع!
     
  2. يجب أن نكون ممتنين دوماً على كل شيء، ربما يبدو هذا الكلام مكرراً، لكنني دائماً ما أكون منشغلةً جداً في التخطيط للأيام والأسابيع القادمة، لدرجة أنني أنسى أن كل ما يحيط بنا هو نعمة من الله، فالذهاب إلى طبيب الأطفال في أي وقت أو شراء الحليب قبل وصولي إلى المنزل وكثير من هذه الرحلات التي كانت تعتبر سهلة هي نعمة من الله.

فالتنقل يعتبر أمراً عادياً.. مسلمٌ به، لكن بعد أن عرفنا قيمته ينبغي ألا نقلل من فكرة قدرتنا على الخروج والسفر وقتما أردنا ذلك.

  1. التباعد الاجتماعي لا يعني الانقطاع، خلال عطلة أسبوع عيد الفصح، قررت الاتصال ببعض الأصدقاء القدامى، وخاصة المغتربين منهم، كما أنني كنت سعيدة جداً باتصال أصدقاءٍ آخرين بي لم أرهم منذ سنوات! فأنا لم أكن أملك وقتاً لذلك في الأيام العادية، حيث كانت دائرتي الاجتماعية تقتصر على العائلة والأصدقاء المقربين فقط.
     
  2. اختراع نيتفليكس (NETFLIX) رائع! أعلم أن قنوات NETFLIX موجودة منذ وقت طويل، لكنني كنت أحاول جاهدةً عدم اقتناء تلفاز ذكي في منزلي لكي أدعم مفاوضاتي المستمرة مع أطفالي لتقليل وقت الشاشة، هذا بالإضافة إلى أنني لا أملك وقتاً لمشاهدة التلفاز.

لكن مع الحجر المنزلي أستطيع القول بأن NETFLIX هو ثاني أفضل اختراع بعد الإنترنت! لا تسيئوا فهمي لا زلت أحاول الحد من وقت الشاشة قدر الإمكان، لكن مشاهدة ما تشائين وفي أي وقت وبقدر ما تريدين هو حقاً شيء رائع!

  1. ليست كل عدوى هي بكتيرية، كنا في الأسبوع الثاني من الحجر الصحي، خرجنا للمشي لكن عند عودتنا للمنزل تورمت عين ابنتي قليلاً وازداد وضعها سوءاً في اليوم التالي لدرجة أنها لم تستطع فتحها.

تذكرت أن ذلك حدث لها من قبل لكن بشكل أقل حدة، وتذكرت أيضاً اسم قطرة ومرهم العين اللذان استخدمتهما من قبل، وبدأت باستخدام القطرات لها لمدة يومين لكن التورم بقي على حاله. ثم ازداد الأمر سوءاً وانتقل التورم إلى المنطقة المجاورة للعين، هنا أصابني الرعب من فكرة أني لن أستطيع أخذ طفلتي إلى الطبيب أكثر من التورم بحد ذاته.

بعدها بدأت بإعطاء ابنتي مضادات حيوية أخرى ومجموعة جديدة من قطرات ومراهم العين، لكن كل ذلك لم يجد نفعاً. وجدت أخيراً بعد كل ذلك طبيب أطفال يستطيع القدوم إلى المنزل لفحصها وشرح لي بأن ابنتي لديها فيروس نادر يصيب جانب الوجه ويبدأ من العين، وستكون بخيرٍ خلال أسبوع أو اثنين.

بعد رمي كل الأدوية التي استعملتها وربما بعد "تأثير" زيارة الطبيب، عادت عين ابنتي إلى طبيعتها واختفى التورم! الدرس المستفاد طبعاً من كل هذا بأن الواتساب والاستشارات الهاتفية ليست كافية ولا تتسرعوا باستخدام المضادات.

  1. رغم كل جهود التنظيف التي تبذلينها سيبقى هناك مكان في المنزل يحتاج إلى تنظيف، أستمتع عادة بتنظيم وترتيب الخزائن وزوايا التخزين وخاصة المعروضة منها. وبقدر ما أحاول الوصول إلى جميع غرف وزوايا المنزل إلا أنه سيبقى هناك دائماً منطقة أخشى أن أبدأ بتنظيفها كما هو الحال لدينا جميعاً!
    لذلك لا أفكر بها كثيراً، أنتظر حتى أقوم باستعادة طاقتي وأقوم بترتيبها كما أرغب، لذلك لا تجهدوا أنفسكم وأنتم تحاولون التخلص من جميع "الكراكيب" مرة واحدة.

  1. تخصيص مكتب للعمل في المنزل هو أمر ضروري، لم يكن لدي مكتب خاص للعمل في منزلي من قبل، فقد كنت أتنقل في غرفة المعيشة بجهاز لابتوب قديم، ربما لأنني كنت أعتبر المنزل المكان الذي ألجأ إليه لأرتاح من أوقات العمل والشاشات، كما أنني كنت معتادة على طباعة كل ما أحتاجه لي ولأطفالي في المكتب.

اضطررت عند بدء أزمة كورونا أن أقوم بتهيئة مكتب منزلي، تمكنت من تأمين آلة طباعة إلا وأن اكتشف بعد بدء الحجر المنزلي أنني نسيت شراء ورق للطابعة! أربكني هذا في البداية لكنني تمكنت من تدبر أمري لاحقاً.
 

  1. يمكنك أن تبدعي في الطبخ والخبز، مع الحظر أصبح لدينا الكثير من الوقت بين أيدينا، كما أن فكرة انقطاع الخبز في بداية الإغلاق دفعت بالكثيرات لأن يصنعن الخبز في المنازل، وأمي واحدة منهن فقد جربت طريقتين شهيتين لصنع الخبز. ما أود قوله، أنه قد تبين مع ظروف الحجر أن أي نوع من الطعام يمكننا صناعته في المنزل!

  

  1. ما زال بإمكانك القيام بكامل تمارينك الرياضية في المنزل، بالنسبة لي أنا لا أصنف نفسي بأنني رياضية وقد أشعر بالضيق إن لم أتمرن كل يوم ولكنني بطبيعتي أحب الحركة.

لذلك، أحرص على أن أتمرن ثلاث مرات في الأسبوع، ولكن مع الظروف الراهنة لم يعد المشي حول حي منزلي أمراً كافياً ولا يعتبر تمريناً حقيقياً! فبدأت أتمرن بالاعتماد على تطبيق هاتفي نصحتني به أختي، استخدمته لمدة أسبوع، وأنا سعيدة جداً بالنتائج وبقدرتي على المتابعة مع المدربين.  

  1. عليك التحكم بالأخبار التي تسمعينها كل يوم، هذا الأمر صعب بعض الشيء، فكلنا حالياً لدينا الفضول لمعرفة كل ما هو جديد عن هذا الفيروس. ولكن الأمر الذي لم ندركه أن الأخبار قد تدفعنا للشعور بالاستياء طوال الوقت وحتى الاستياء. لاحظت هذا الأمر بعد مشاهدتي لفيلم وثائقي يصف أحداث دفن الوفيات في إيطاليا، كان مؤلماً جداً رغم المعلومات المفيدة التي يطرحها عن الفيروس، لكنها لم تكن فكرة جيدة أبداً لأبدأ بها يومي!
     
  2. يمكنك القيام بقص شعرك وبكافة أمور العناية الشخصية من المنزل، نعم، لقد قمت بقص شعر ابنتي، ثم شعري والذي استغرقني وقتاً أطول لكني نجحت بالنهاية. ومنذ ذلك حين قررت أن أقوم بكل أمور العناية الشخصية في المنزل دون الذهاب إلى الصالون أو مركز التجميل في الشهرين القادمين، ليس قبل أن يتوقف انتشار الفيروس.

النقطة هنا أنه مهما كان الأمر فإنه من الممكن القيام به من المنزل ربما لن يكون بالمظهر المتوقع لكن النتيجة ستكون مرضيةً على الأقل.

 

  1. تعلمت الكثير من التعلم عن بعد مع أطفالي، تعلمت الكثير عن طفليَّ، لاحظت بأن ابنتي تقرأ بشكل أفضل مما كنت أعتقد، وأنني لا أستطيع تذكر الكثير من المعلومات في كتاب طفلي المدرسي، والتي كنت أضطر أن أقرأ عنها قبل شرحها له.

وتعلمت أيضاً أنني لن أسعى لأن أكون معلمةً! فهي موهبة... أستطيع التعامل مع أطفالي - أحياناً - لكن ليس كل الأطفال.
 

  1. من الممكن العمل من المنزل، لكنه ليس سهلاً، أعلم أن جزءاً كبيراً من سكان العالم يعملون عن بعد وأنا لست استثناء. من تجربتي الشخصية، وجدت بأن العمل من المنزل أكثر صعوبة، مع عدم وجود كل أوراقي ومستلزمات العمل بين يدي، ومع أصوات أطفالي في الخلفية والحوار الدائم على وقت الشاشة، وعدم وجود شكل محدد لليوم.

أرى أشخاصاً يعملون بطريقة ممتازة من المنزل لكن هذا يختلف من شخصٍ لآخر، سوف أستمر بإنجاز أعمالي لكنني أعلم بأني لا أعمل بكامل قدرتي.

  1. ثقوا في حكومتكم، اعترف أنني مناصرة قوية للإغلاقات والإجراءات الصارمة التي تتخذها حكومتنا في الأردن. كان المسؤولون واقعيون ولم ينتظروا انتشار الفيروس مثل العديد من البلدان الأخرى.

مدهش جداً ما يمكن تحقيقه تحت الضغط، مثل الانضباط والتعليم عن بعد. أعتقد أن التعامل مع الموقف لم يكن يمكن أن يكون بشكل أفضل من هذا. أتساءل فقط إذا تم الالتزام بجميع السياسات بنفس الإيقاع، فإن البلاد بلا شك ستخطو إلى مستوى آخر لتصبح مكافئة لدول العالم الأول.

  1. عليكم بإدارة طاقتكم وليس وقتكم، أطبق هذا في جميع الأيام وليس فقط خلال أيام الحجر المنزلي. إدارة ما يجب عليَّ فعله بشكل مناسب وإيقاع صحيح. هذا يناسبني لأنه في بعض الأحيان يمكن لمهمة معينة أن تأخذ 30 دقيقة، بينما في يوم مختلف يمكن أن تأخذ ما يزيد عن ساعتين، فالأمر يعتمد على مدى نشاطك وصفاء ذهنك في ذلك اليوم. لذا قوموا بالمهمات التي تجعلكم أكثر نشاطاً وتركيزاً، وقللوا من الأمور التي تستنزفكم.
     
  2. المشي هو أفضل دواء، قد يبدو هذا أمراً مكرراً أيضاً، لكن يمكن للمشي أن يخفف التوتر لديكم ويمنحكم الدافع للقيام بالمزيد. بالنسبة لي فإن المشي يصفي الذهن ويعد هروباً من الجدران والروتين اليومي.
     
  3. سيصبح التسوق عبر الانترنت هو الخيار القادم، أعلم بأننا في عام 2020 لكنني لم أتسوق عبر الإنترنت من قبل أبداً! السبب الأول هو أنني حاولت فعل ذلك بعض المرات ولم تتم الحوالة النقدية وانتظرت شهوراً لأستعيد المال في بطاقتي.
    والسبب الثاني أعتقد أنه حبي للتسوق فأنا أحب فكرة الخروج للتسوق حتى لأبسط الأمور مثل المواد التموينية ومستلزمات المنزل، وذلك لأستكشف أموراً جديدة من الممكن أن تساعدني في المطبخ.

بالإضافة إلى اختيار الفواكه والخضار بنفسي والتحية التي ألقيها على الجزار أحمد الذي بدوره يشير لي برأسه بأنه يعلم ما طلبي وسيحضره بالطريقة التي أريدها. كل هذا سيتغير من الآن فصاعداً، وسأتمتع بالراحة حتى يصبح الخروج آمناً مرةً أخرى.

  1. لن أتوتر بخصوص الأمور المالية المتعلقة بعملي، فالتراجع الاقتصادي نتيجة طبيعية لهذه الأزمة، علينا الحذر لكن نتمنى أن تتحسن الأمور مع بداية العام، افتتحت أنا وأختي متجراً جديداً بالإضافة إلى إطلاق ثلاثة نقاط بيع جديدة للعلامات التجارية التي نعمل معها. لم أتردد أبداً باتخاذ هذه الخطوة على الرغم من أن الاستثمار كان مرتفعاً. شعرت أن الأمر لا يفوت وأن الأمور ستكون إيجابية بحلول الصيف. بعد شهر من الإغلاق وإمكانية التمديد لشهر آخر، أصبحت الأمور أكثر صعوبة. أحاول ألا أتوتر من الموضوع وأذكر نفسي دوماً بأن ملايين الشركات تمر بنفس الظروف سأبقى متفائلة.

  1. بالنسبة لي، البيت هو المكان الذي يوجد فيه زوجي، لكن بيت أهلي هو دائماً بيتي، مع سفر زوجي للعمل وعدم قدرته على العودة قبل الإغلاق، مر شهر على انتقالي إلى منزل والديَّ، في البداية اعتقدت أن الأمر سيستغرق أسبوعاً أو أكثر، لكن مما يبدو أننا سنبقى هنا لشهرٍ آخر أو لعدة أسابيع اخرى.

    منزل الوالدين دائماً ما يكون مكاناً رائعاً، مع وجود والدي "شخصية الأب" بالنسبة لإبني، حيث يعلمه الكثير من الأشياء كالشواء والاهتمام بالأشجار وصيانة الحديقة وغسيل السيارة وإصلاح بلاط البركة وغيرها الكثير.

    بالطبع هذا لا يعوض وجود زوجي في المنزل تماماً لكنه يخلق توازناً في الحياة الأسرية لأطفالي، والذي يجعلهم سعداء وراضيين عاطفياً في هذه المرحلة. شكر كبير أقدمه لأمي وأبي على هذا الدعم اللامتناهي، أما زوجي العزيز فحتى نلتقي مرةً أخرى.. نحن نحبك ونفتقدك.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية