بقلم: دانا بارطو

كثيرًا ما يتباهى الأهل بموهبة وذكاء طفلهم، وقد يغضب بعضهم إذا ما قيل لهم أنَّ ابنتهم أو ابنهم ذكاؤه عادي.

أن يعتقد الآباء أن أطفالهم أذكياء فهذا شعور عادي لا داعي أن نحرمهم منه، لأنَّ ذلك يعزز ثقة الطفل بنفسه ويخلق علاقة قوية بينه وبين محيطه، تكمن المشكلة عندما يحاول الأهل تغيير الطفل ليتناسب مع الصورة التي وضعوها له مسبقاً. فهذه الصور تأتي عادةً من أحلام لم تحقق عند الأهل أو مخاوف من فشل طفلهم في المستقبل.

هنا لا يرى الأهل مميزات الطفل الحقيقية، على العكس تماماً فإنهم يرون نقاط الضعف لديه على نحو هذه الصورة المرسومة في أذهانهم. وبالتالي فإنهم يعطونه الإحساس بأن لديه مشكلة مما يزعزع ثقة الطفل بنفسه.

من المهم أن يعرف الأهل أن للطفل شخصيَّة مستقلَّة عنهم، وأنها مميزة ولها صفاتها الخاصة، وأن دورنا كأهل هو مساعدة الطفل على تطوير هذه القدرات وتنميتها قدر ما أمكن.

ففي السابق كان تقييم ذكاء الطفل حسب تفوُّقه الأكاديمي، أما الآن وبعد الدراسات العديدة عن أنواع الذكاء فقد تبيَّن أن هناك أنواع كثيرة ومتعددة للذكاء، حيث أن لكل طفل ذكاؤه الخاص به، وهذا يساعدنا في التركيز على مميزات الطفل وصقلها بالشكل الأمثل. وقد حدد هوارد غاردنر ثمانية أنواع من الذكاء وهي:

الذكاء اللغوي

• القدرة على تكوين العديد من الجُمل الكلاميَّة.
• القدرة على الحوار والمناقشة.
• القدرة على كتابة العديد من النصوص.
• الحفظ السريع.

الذكاء المنطقي

• القدرة على حل المعادلات الرياضيَّة واستخدامها في الحياة العملية.
• القدرة على ربط المعلومات بالأرقام.
• القدرة على الاستنتاج.

الذكاء الحركي

• القدرة على استخدام المهارات الحركية الجسدية مثل الرياضيين، والجراحيين، والوظائف التي تتطلب التفكير والحركة بشكل سريع، كرجال الإطفاء والإنقاذ.

الذكاء الاجتماعي

• القدرة على التواصل مع الأشخاص الآخرين والتفاعل مع الناس وكسب الأصدقاء والمعارف بسهولة.
• القدرة على تحقيق الموازنة ما بين الذكاء اللفظي وغير اللفظي، من خلال معرفة استخدام الكلمات المناسبة في وقاتها.
• التصرُّف بأسلوب صحيح، في العديد من المواقف المختلفة.

الذكاء الذاتي

• القدره على فهم طبيعة الأشخاص.
• القدرة على التحكم بالذات والسيطرة على الانفعالات.
• التخطيط الجيد، والوصول إلى القرارات الصحيحة.

الذكاء الموسيقي

• القدرة على التحكم بسمعه لتمييز الأصوات، والنغمات وحفظها.
• القدرة على تأليف الموسيقى.
• القدرة على العزف على آلة موسيقية.

الذكاء البصري

• القدرة على التعرّف على الصور وتذكُّرها والتعديل عليها مثل الرسامين، والمهندسين، والمصورين.
• درجة عالية من الخيال.

الذكاء العاطفي:

• القدرة على استخدام عواطفه بأسلوب ذكي والتحكم بتصرفاته أثناء التعامل مع الآخرين، مثال على الذكاء العاطفي: تمكّن الممثل من التحكم بعواطفه أثناء أدائه لدور تمثيلي.

وبالتالي بعد تركيزك على فهم أنواع الذكاء التي يبرع بها طفلك، عندها سيصبح بإمكانك تحديد أو معرفة مواهبه الكامنة.  لكن كيف؟

1. مراقبته ومتابعته والانتباه لما يحب ونوعية ذكائه، وتحليل مواقفه وردود أفعاله.
2. تشجيعه على تجربة النشاطات المختلفة مثل الرياضة أوالفن أوالموسيقى أوالعلوم وغيرها، وعدم إجباره على اختيار الأمور حسب رغبتكم كأهل لا رغبته هو.
3. تهيئة جو منفتح يساعد الطفل على التعبير عن النفس وتنمية مميزاته.
4. عدم المقارنة بينه وبين الآخرين وتشجيعه على مقارنة نفسه بنفسه فقط.
5. الإجابة عن أسئلته باهتمام او مساعدته في إيجاد الإجابة.
6. التشجيع الدائم.
7. أن يكون الأهل مثلاً أعلى له.

كل إنسان له مميزات تجعله مختلفاً عن الآخرين، ولكل طفل خصائص ومميزات يجب احتوائها حتى تنمو معه. لأنَّ مرحلة الطفولة تعتبر أهمَّ مرحلة في حياة الإنسان؛ ففيها بداية التشكيل والتكوين لحياة الإنسان وصفاته فيما بعد.

اقرئي أيضاً:
تقدير الذات عند الأطفال
كيف تربين طفلاً واثقاً بنفسه؟ -  الجزء الأول
كيف تربين طفلا واثقاً بنفسه -  الجزء الثاني
٤ طرق لتنمية عقل طفلك وطريقة تفكيره
كيف تربين طفلك الصغير ليصبح ذكياً في مستقبله؟
هل طفلك ذكي، متوسط الذكاء أو ليس جيداً بما فيه الكفاية؟
٢٠ طريقة تنمي ذكاء طفلك منذ يومه الأول
١٠ ألعاب تزيد من ذكاء أطفالكم