الأطفال 6-11 سنة

كي لا تتحول شجارات الأبناء إلى حرب شوارع!

كي لا تتحول شجارات الأبناء إلى حرب شوارع!
النشر : يناير 16 , 2020
آخر تحديث : سبتمبر 18 , 2023
هند أحمد هي أم لثلاثة أبناء، وهي مدونة تكتب المقالات من خلاصة تجربتها التربوية مع أبنائها، تخرجت من كلية الآداب/ قسم الإعلام... المزيد

الشجار والمشاحنات بين الأبناء من الظواهر اليومية التي لا يكاد يخلو منها منزل على وجه الأرض ورغم ما تسببه هذه الشجارات من ضيقٍ لأولياء الأمور، إلا أن الدراسات التربوية كما ذكرت المؤلفة كساندرا جاردين في كتابها "كيف تصبحان أماً وأباً أفضل" تقول إن الشجار علامة صحية وأنه مفيد لتعلم المشاركة واتخاذ الأدوار والتدرب على الأخذ والعطاء، وعلى الصبر والتسامح، والتعامل مع الخلافات، وتقبُّل اللكمات دون الأخذ في الاعتبار أنها عداوة.

وتقول خبيرة التربية نويل جانيس نورتون أن هناك عدة أمور يجب على الأهل القيام بها لتجنب الشجار قبل أن يبدأ وهي:

1. توجيه الاهتمام للابن الأكبر. نجد أن الطفل الأكبر دائم الوقوع في المشاكل، إما لأنه أيقظ أخاه النائم أو لأنه يعامله بعنف. ونظراً لانشغال الأم الدائم بالطفل الأصغر وحمله ومداعبته يرى الطفل الأكبر أنه تم ابعاده وتجنبه فيلجأ لجذب الانتباه بشكلٍ سلبي فهو يرى أن أكثر ما يجذب انتباه أهله له بشكل فوري ومباشر هو مضايقة أخيه الأصغر؛ والحل هنا هو توجيه الاهتمام والانتباه إلى الابن الأكبر وربما بشكل أكبر من الاهتمام بالطفل الأصغر.

 

2. عدم تفضيل ابن على الآخر. ترى نويل أن أولياء الأمور دائما ما يميلون (بدون قصد) إلى تمييز أحد الأبناء عن إخوته، فقد يكون الابن الأقرب لهم في الصفات والاهتمامات أو الشكل ربما، فيميلون إلى مدحه بشكل متكرر وليس فقط بسبب حسن سلوكه، وعندما يرى إخوته ذلك فإنهم بلا شك يسعون إلى مضايقته لجذب انتباه الوالدين لهم كما هو الحال مع الأخ المميز أو المفضل.

 

3. تجنب إلصاق التهم بأحد الأبناء ومدح الآخر. كأن نخبر أحد الأبناء أنه دائما خجول وانطوائي وغير اجتماعي، أو أنه عنيف وأهوج أو غير مرتب، وعلى الجانب الآخر نمدح أخاه بصفات الهدوء والاتزان وحسن السلوك؛ فنحن حين نستمر في ذلك نشجعه على أن يسلك سلوكاً سيئاً دائماً، كما أننا نحمِّل أخاه حسن السلوك عبئاً فيظن أنه يجب ألا يخطئ أبدا والا فلن يحبه أبويه.

توبيخ الأطفال

 

4. هل يحصل كل من أبنائك على الاهتمام الكافي؟ تقول نويل أنه حينما يتشاجر الأبناء فإن السبب عادة أن لديهم احتياجاً ما لم تتم تلبيته، وفي أغلب الأحيان يكون ما يحتاجونه هو الاهتمام والتقدير من قبل الأهل، فيلقون باللوم على إخوتهم ويقومون بتفريغ شحنات غضبهم على بعضهم البعض؛ لذا فإن قضاء فترة ثابتة (ما يقارب 15دقيقة يومياً) من الوقت بشكل مستمر مع كل ابن بمفرده بعيداً عن اخوته يقلل من عدد المشاحنات بينهم. 

يمكن مثلاً استغلال وقت نوم الطفل الأصغر في قضاء وقت خاص مع الطفل الأكبر على أن يكون هذا الوقت خارج أوقات المذاكرة والواجبات. بالإضافة إلى استغلال الوقت الذي يكون فيه الطفل الأكبر في المدرسة لقضاء بعض الوقت مع الطفل الأصغر.

 

5. العدل يختلف عن المساواة. في حال كانت الأم تقدم الحلوى للأبناء فعليها أن تعطي كل ابن قطعتين مثل أخيه، هذا هو العدل. ولكن لا ينبغي أن تعاملهم بالتساوي في كل شيء؛ مثل موعد النوم، والمصروف الشخصي، ينبغي أن يكون هناك امتيازات للأبناء الأكبر سنًّا، وأن يعلم الأبناء أن هناك امتيازات تأتي مع التقدم في السن وإلا فسوف يفرغ الأبناء الأكبر استياءهم وغضبهم على إخوتهم الأصغر سناً.

 

6. تشجيع الأبناء على العمل كفريق. كأن تخبرهم الأم أن مشاهدة التلفاز غداً متوقفة على استيقاظهم جميعاً في وقتٍ مبكر. قد تكون المشكلة هنا أن أعمار الأبناء مختلفة وبالتالي سيكون فهمهم للأوامر وتنفيذها مختلفاً، هنا يجب على أولياء الأمور أن يحثوا الأبناء الأكبر على دعم الأصغر بدلاً من انتقادهم ولومهم. فالأطفال قد يتقبلون من بعضهم البعض ما لا يتقبلونه من الكبار.

شجارات الأطفال

 

لن يخلو الأمر من شجار هنا وهناك بطبيعة الحال، وهنا تنصحنا نويل عند بدأ الشجار بالآتي:

أولاً: عند بدء النزاع تنصحنا نويل بعدم التدخل على حساب أحد الأخوة الذي غالبا ما يكون الطفل الأكبر، لأنه في نظرنا دائما هو المعتدي والطفل الأصغر دائماً هو الضحية بحكم كونه الأضعف جسمانيًّا؛ لأنه في معظم الأحيان يكون تقديرنا خاطئ للموقف لأن الطفل الأصغر غالباً ما يستفز أخاه الأكبر، الذي يقوم هو الآخر برد الإساءة، في هذه اللحظة نتدخل نحن ونتهمه بالاعتداء على أخيه ونقوم بمعاقبته رغم أنه لم يكن السبب في بدء الشجار.

تربية الأبناء

ثانيا: تخصيص مكان للشجار عند حدوثه بين أبنائك، قومي بإخبارهم أن عليهم التشاجر بعيداً عنك. اختاري أبعد مكان عنك في المنزل حتى لا تصل إليكِ أصواتهم فتضطرين للتدخل.

فغاية الأطفال من الشجار هو لفت وجذب انتباه الآباء، أنت هكذا تقضين على خطتهم قبل أن تبدأ وتوصلين رسالة لهم بأنك غير مهتمة بهذا الشجار، فيقل توقهم له ويفقد الشجار متعته. إذا لم يبتعدوا عنكِ، عليكِ أنتِ ترك المكان لهم ومغادرة الغرفة. هذا لن يقض على الشجار ولكن سيقلل من حدته.

ثالثا: لاحظت نويل أيضاً أن الأبناء يؤذون بعضهم بشكلٍ أكبر عندما يتدخل الآباء بصفة مستمرة لفض النزاع، وكأنما يشجعهم تدخل الآباء على الزيادة في الأذى، إذا ما رأيت أن الشجار ازدادت حدته وبدأ يتجه نحو العنف، هنا عليكِ التدخل وإيقافهم ومنعهم بحزم من رمي الأشياء على بعضهم البعض، وتحذيرهم أنه سيكون هناك عقاب لمن يتجاوز هذا التحذير.

 

إذاً، هذه هي نصائح خبراء التربية في فض النزاعات بين الأخوة، الآن أستطيع الاستمتاع بكوب الشاي الساخن، بينما أبنائي يفرغون شحنات غضبهم ويتعلمون فنون إدارة المشكلات، والمشاركة الفعالة واتخاذ الأدوار المتباينة والتدرب على الأخذ والعطاء، والصبر والتسامح، وكلي أمل من الله ألا يتحول الشجار الفعال.. الى حرب شوارع!



اقرئي أيضاً:

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية