الولادة

كيف تجعلين زوجك يشاركك متعة تربية الأطفال

كيف تجعلين زوجك يشاركك متعة تربية الأطفال
النشر : يونيو 23 , 2016
آخر تحديث : سبتمبر 18 , 2023
حصلت رشا على درجة البكالوريوس من جامعة تورنتو في كندا، حيث تخصصت في علم النفس. ثم أكملت دراستها في جامعة بيبردين في... المزيد

عندما سألت زوجي إذا كان بإمكانه أن يعتني بطفلنا بدلاً عني وذلك لغيابي لبضع ساعات، أجابني زوجي اللطيف بطريقة عادية ومن دون أي سخرية:

 "عزيزتي، سأعتني بطفلنا بكل سرور، لأن هذا جزء من واجبي كأب وليس كمربي أطفال"…

أب يقرأ كتاب لطفلته الصغيرة

لقد فاجأني ذلك كثيراً. لقد كنت أفخر دائماً بأنني أمتلك عقلية متفتحة ومتحررة، وها أنا ومن دون وعي، أعزز الأدوار القديمة المرتبطة بالنوع الاجتماعي.

بالرغم من أن الحمل والانتقال إلى مرحلة الأبوة أمر مبهج ومقلق في آنٍ واحد لكلا الوالدين، إلا أنه كان في أغلبه أمر يتعلق بالأم بشكل خاص. حيث أن أغلب المعلومات والإرشادات المتعلقة بالأبوة وتربية الأطفال موجهة نحو الأم. و الجدير بالملاحظة بأن هذا الاتجاه قد فعلًا  تطور، حيث أصبحنا نرى المزيد من المعلومات الموجهة للآباء الذين يتوقون للمشاركة بعناية أطفالهم.

إن تعيين الأب دور ثانوي داعماً للأم بدلاً من دوره كوالد وأب بنفس الدرجة الرئيسية يشكل أثراً سلبياً ويحد من امكانية التنمية الصحية للعائلة. من حسن الحظ أن زوجي قرر أن يكون شريكاً لي ووالداً لطفلي بشكل كامل. كلانا يؤمن بأن إدماج الأب سيعطي الإبن قدوة إيجابية تبين أن تحمل الرجال لمسؤولياتهم تجاه أطفالهم، وتواجدهم في مرحلة نموهم وتطورهم أمر جدير بالاحترام. إن الأبوة تعني أن نعلم ابننا أن يلعب ويفكر ويقوم بالأمور بشكل مختلف، آملين أن يبني هذا ثقته بنفسه بشكل أفضل، ويعلمه التعاطف والتسامح واحترام الاختلاف، وخصوصاً وأن اهتماماتي ونشاطاتي تختلف عن زوجي.

من المهم مشاركة الأب منذ البداية، حتى في فترة الحمل. حيث يستطيع الأب القدوم إلى مواعيد الأطباء، والمشاركة في دروس فترة ما قبل الولادة، ودورات الاسعافات الأولية، والقراءة عن التأقلم مع مرحلة ما بعد الولادة، وأن يشارك في تسمية الطفل وتصميم وتحضير غرفته.

من المهم مشاركة الأب منذ البداية، حتى في فترة الحمل. حيث يستطيع الأب القدوم إلى مواعيد الأطباء، والمشاركة في دروس فترة ما قبل الولادة، ودورات الاسعافات الأولية، والقراءة عن التأقلم مع مرحلة ما بعد الولادة، وأن يشارك في تسمية الطفل وتصميم وتحضير غرفته. خلال حملي، أخذ زوجي بكل اهتمام مهمة تنظيف المنزل (كيلا يعرض الطفل لمواد التنظيف الكيميائية)، وتحضير الوجبات، وإعداد وجبة غداء صحية لي لآخذها معي إلى العمل.

عند ولادة الطفل، يستطيع الأب أن يطعمه (إذا كان الإرضاع من الزجاجة خياراً مطروحاً سواء كان الحليب طبيعياً أم جاهزاً)، أو أن يساعد الطفل على التجشؤ بعد الرضاعة من الأم، ويدلّك للتخفيف من آلام المعدة ومساعدة الطفل على النوم لفترات أطول. بإمكانه أيضاً أن يغير الحفاضات، وأن يحمم الطفل، وأن يلعب معه ويقرأ له. إن تكوين رابطة في فترة مبكرة من العمر يعطي المجال للوالدين للاستمتاع بأوقات نوعية مع أطفالهم، وإن كانت تحتوي على بعض الصعوبات، وذلك بشكل فردي أو جماعي. وهذا في النهاية يضفي قيمة أعلى لدور الأب والأم على حد سواء. قد يبدو هذا مبتذلاً، إلا أن ابتسامة طفلك السعيد والمتزن عاطفياً ومكاغاته وأحضانه تستحق بذل هذا المجهود.

إليك بعض النصائح المفيدة:

  • قد يود بعض الآباء تثقيف أنفسهم قبل ولادة الطفل منها حضور الدورات في المستشفيات والعيادات الصحية

    (إن حضور هذه الدورات بالإضافة إلى دورات الإسعافات الأولية للعناية بالطفل جعلت الأبوة المنتظرة بالنسبة إلى زوجي أقرب إلى الواقع)
  • يستطيع الآباء المشاركة منذ وقت مبكر عن طريق الاطلاع على المعلومات المرتبطة بالتواصل مع الطفل

    (لقد ساعد هذا زوجي كثيراً عندما بدأ بتمييز أنواع البكاء المختلفة ومعانيها، وبالتالي التعامل معها على هذا الأساس)
  • إن الحصول على إجازة أبوة لعدة أسابيع أمر مهم

    (إن زوجي يؤكد أن هذه الإجازة زادت من ترابطه مع طفلنا، وبالتالي لديه الكثير ليتحدث به عن خبرته معه و مصدر فخر و تباهي)
  • يستطيع الآباء المبادرة بالبحث عن الأطباء والاتصال بهم وحجز المواعيد وحضورها، ويستطيعون القيام بتحضير الأسئلة مقدماً.

  • تستطيع الأمهات أخذ القليل من الوقت لأنفسهن، وبالتالي إفساح المجال للآباء لبناء ثقتهم بقدراتهم في قراءة إشارات الطفل، ومراقبة متطلباته المختلفة، والمساهمة بآرآئهم الخاصة.

  • يستطيع الآباء السعي للحصول على المعلومات وعلى آليات الدعم مثل الأقرباء والأطباء والزملاء والأصدقاء لمشاركتهم التجارب والنصائح.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية