ها هي عزيزتي نهاية مرحلة الرضاعة الطبيعية لطفلك، تلك الرحلة الفريدة من نوعها والغنية بمشاعر الحب والعطاء والأمان، وقد تنتابك مشاعر مختلطة عند قرار الفطام لأن التخلي عن الشعور العظيم أثناء الرضاعة الطبيعية ليس بالقرار السهل، لذلك تأكدي أن تكوني مستعدة نفسيًا وجسديًا لتحمل فترة الفطام حتى لا تبدئي وتتراجعي ثم تعودي للفطام مرة أخرى، لأن ذلك سيضر بنفسية طفلكِ ويجعل الفطام أصعب عليكِ وعليه، وعليكِ التأكد أيضًا قبل البدء بالفطام أن طفلكِ يتمتع بصحة جيدة ولديه برنامج غذائي ثابت.

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية توصي بالرضاعة الطبيعية الحصرية أول ستة أشهر من عمر الطفل، ثم البدء بإدخال الأطعمة الصلبة مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية حتى عمر السنتين، ولا ينصح أبدًا بفطام الطفل قبل عمر السنة.

وعلى الرغم من أنه من الأفضل عند البدء بفطام الطفل الاستمرار حتى نجاح العملية، إلا أنه في الحالات أدناه يجب أن يتم تأجيل الفطام لوقت آخر أكثر ملائمة:

• إذا كان طفلكِ مريضًا فهو بحاجتكِ الآن أكثر من أي وقت.
• إذا كان طفلكِ قد بدأ للتو بالتسنين فالرضاعة الطبيعية تخفف من آلامه.
• إذا كان طفلكِ يمر ببعض التغييرات مثل الذهاب إلى الحضانة أو تغيير الحضانة أو عودتك للعمل وتركه أو تغيير المنزل، لأن أي تغيير في نظام الطفل يجعل طفلكِ متوترًا ويشعر أنه بحاجتك وبحاجة الرضاعة الطبيعية أكثر من أي وقت مضى.
• إذا ظهرت على طفلكِ علامات الحساسية أو كنتِ أنتِ أو والد الطفل تعانون من حساسيات الطعام ، لأن تعريض الطفل لمسببات الحساسية أثناء الرضاعة الطبيعية يقلل من خطر الإصابة بالحساسيات المحتملة.
• إذا كنتِ متعبة نفسيًا أو جسديًا لأن ذلك سينعكس على حالتكِ النفسية و العصبية أثناء الفطام .

وعليه عزيزتي الأم أنصحكِ بالفطام التدريجي الذي يوفر لطفلكِ الانتقال السلس من مرحلة الرضاعة الطبيعية لمرحلة الاعتماد الكامل على الطعام الصلب و يجنبكِ التعرض لمضاعفات الفطام المفاجئ مثل تحجر الثدي و احتقان الثدي أو التهابه، كما أن التغير المفاجئ في هرمونات الأم المصاحب للفطام المفاجئ قد ينتج عنه اضطرابات نفسية و حالة من التوتر لديكِ.

وأقدم لكِ أدناه مجموعة من النصائح لعملية فطام سهلة مليئة بالحب والأمان:

1. دعم الطفل نفسيًا و تحضيره للفطام.

لأن الفطام يجب أن يكون حرمان من حليبكِ فقط و ليس منكِ، لذلك عليكِ في هذه الفترة منح طفلكِ وقتًا أكثر و الكثير من الحب و الاهتمام حتى لا يشعر بأنك تبتعدين عنه، ويجب أن تبدئي بالحديث مع طفلكِ بأنه طفل كبير و أنه سيبدأ بالانتقال للشرب بالكأس (مثل ماما و بابا).

2. التركيز على نظام طفلكِ الغذائي لتعويض العناصر الغذائية التي سيخسرها بعد فطامه عن الحليب الطبيعي.
3. تأكدي أن طفلكِ يتناول عدد وجبات ثابت يوميًا و أن طعامه غني بالعناصر الغذائية اللازمة لنموه و تطور مهاراته.
4. ابدئي بتعويد طفلكِ على نظام نوم جديد لا يعتمد على الرضاعة الطبيعية، وذلك لأنه إذا كان طفلكِ يعتمد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة للنوم فذلك يجعل الفطام أصعب، ويمكنك فعل ذلك من خلال:

• تأكدي من وضع طفلكِ مستيقظًا في السرير المخصص له واختاري طريقة للنوم حتى لا يؤثر الفطام على نومه.
• وضع موسيقى هادئة أو قراءة قصة بصوت منخفض يساعد على النوم.
• قد يفضل بعض الأطفال هدهدة خفيفة للمساعدة على النوم.

2. ضعي قيوداَ للرضاعة الطبيعية بالاتفاق مع الطفل.

في المرحلة الأولى يمكنك القيام بإرضاعه في المنزل فقط، و في المرحلة الثانية تكون الرضاعة الطبيعية في غرفة النوم فقط.

3. انتقلي للكأس فورًا .

تعاني بعض الأمهات من الفطام على مرحلتين، ألا وهي الفطام من ثدي الأم إلى القنينة ثم الفطام منها إلى الكأس .

إلا أن الفطام الثاني يعد أصعب بكثير من الفطام عن الرضاعة الطبيعية لذلك أنصحكِ بالانتقال إلى الكأس خاصة مع توفر العديد من كؤوس الشرب المخصصة للأطفال حسب الفئة العمرية، ويمكنك وضع الحليب المشفوط في الكأس في الأيام الأولى حتى لا يشعر طفلكِ باختلاف الحليب و يبدأ بتقبلها.

4.  اعتمدي لباساً واسعاً و ساتر لا يكشف منطقة الثدي أبدًا لتجنب أي تحفيز لطفلكِ للرضاعة الطبيعية .
5. ابدئي بتقليل عدد الرضعات بدءً بالرضعة الأقل أهمية عند الطفل، بحيث نقوم بتقليل رضعة واحدة كل 3-7 أيام حسب استجابة الطفل، حيث هناك بعض الرضعات المهمة للطفل كرضعة الصباح الباكر أو رضعة ما قبل النوم التي يفضل تأجيلها لآخر مراحل الفطام، و نبدأ بالرضعات النهارية التي يطلبها الطفل بعد وجبة طعام بدلًا من شربه للماء أو الرضعات التي يطلبها الطفل عند الملل.
6. أوجدي البديل عن الرضاعة الطبيعية.

حتى يسهل عليكِ إلغاء وجبة رضاعة طبيعية عليكِ إيجاد بديل للطفل عند طلب الرضاعة مثلًا لعبة جديدة أو قراءة قصة، وإذا كان موعد رضاعة طفلكِ ثابتًا يمكنك الخروج من المنزل قبل وقت الرضاعة بقليل (مع الالتزام بقيود الرضاعة).

7. حاولي تأخير كل وجبة رضاعة طبيعية، واشغلي طفلكِ بنشاط محدد لصرف انتباهه عن الرضاعة الطبيعية في هذا الوقت، كما أن تأخير وجبات الرضاعة الطبيعية سيباعد من الرضعات مما سيقلل عدد الرضعات في اليوم.
8. قللي فترة الرضاعة الطبيعية دقيقتين من كل وجبة و خصوصًا رضعات الليل و تأكدي أن لا يقوم طفلكِ بتفريغ الثدي تمامًا ، حيث سيضمن لكِ ذلك التقليل التدريجي من كمية إنتاج الحليب لديكِ مما يجنبك من مضاعفات تجمع الحليب في الثدي.
9.  ابدئي بالفطام عن الرضاعة الطبيعية نهارًا ثم الفطام الليلي و رضعة ما قبل القيلولة، وذلك لأن القيلولة في أول سنتين مهمة جدًا لنمو الدماغ و الأعصاب لطفلكِ فاجعلي الفطام عن الرضاعة قبل القيلولة من آخر مراحل الفطام حتى لا يتأثر نوم طفلكِ.
10.  لا ترفضي الرضاعة لأن كل ممنوع مرغوب، والتزمي بخطة الفطام دون استخدام كلمة "لا" ، وعندما يطلب طفلكِ الرضاعة تحدثي معه و حددي معه موعد الرضاعة القادمة ثم اعرضي عليه لعبة أو قصة أو نشاط محدد لتشتيت تفكيره عن الرضاعة الطبيعية.

وتذكري دائمًا أنتِ من اتخذتِ قرار الفطام الآن فعليكِ بالصبر ثم الصبر حتى يتم الفطام بكل حب و هدوء .