حياك الله قارئتي العزيزة... كل عام وأنت بخير. أعاننا الله على صيام الشهر وقيامه. أتى شهر الخير والمسرات، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، الشهر الذي تضاعف فيه الحسنات، وتغفر فيه السيئات، ومن واجبنا كأمهات تعليم أطفالنا عن أهمية هذا الشهر في الإسلام واستغلال أيام رمضان في وضع أسس دينية راسخة في أبنائنا، أخصص مقالي هذا لطفلك في رمضان حيث سأحاول من خلاله مساعدتك على استغلال الشهر في وضع أسس دينية قوية في نفسه بطرق عملية بسيطة وفعّالة.

  1. استغلال روتين طفلك اليومي لإضافة عادات مميزة له خلال الشهر الفضيل:

وهنا أعرض لك تجربتي الشخصية مع ابنتيَّ الصغيرتين قبل ثلاث سنوات في شهر رمضان المبارك حيث قررت وقتها إحياء عادة المشاركة في المسابقات الرمضانية معهما، ولكن بطريقة تناسب العصر الحالي فقررت تنظيم مسابقة لحفظ القرآن لهما مع ابن أختي بحيث يتنافس الثلاثة على حفظ أكبر عدد ممكن من السور الصغيرة من جزء عمّ خلال الشهر.

الإضافة الجميلة التي أحدث فرقاً في الموضوع كانت اقتراح أختهما الأكبر سناً (كانت في المرحلة الثانوية وقتها) إضافة تطبيق لحفظ القرآن في الجهاز اللوحي (الآيباد) الخاص بكل واحد منهم (وقع الاختيار على تطبيق عدنان معلم القرآن)، وبالفعل أعطت الفكرة نتائج ممتازة عند تطبيقها فقد كان الثلاثة دون استثناء يبدؤون يومهم بفتح التطبيق وحفظ الجزء المطلوب ومن ثمّ استخدام الآيباد في أي نشاط آخر بعد ذلك دون حاجة لتذكيرهم بالمسابقة وضرورة الحفظ.

   2. استغلال شهر رمضان المبارك لتدريب طفلك على أنواع الصدقة:

في نفس العام الذي أجريت فيه التجربة السابقة صادفت تقديم شركة الاتصالات السعودية لإعلان يشجع الأطفال على ممارسة أنواع مختلفة من الصدقة (إطعام المسكين، إفhttps://www.360moms.net/ar/article/5-وصفات-مختلفة-وشهية-لتحضير-الفول-للإفطار-أو-السحورطار صائم، إعطاء مال للمحتاج، الكلمة الطيبة...).

كان الإعلان بسيط وعميق في الوقت نفسه، لأتأكد من وصول معناه للأطفال سألت ابنتي الصغرى (كان عمرها في ذلك الوقت 8 سنوات) عن معنى الإعلان فوجدت أنها مدركة لمعناه بدرجة كبيرة جداً فقررت وقتها إجراء تجربة عملية أخرى مع أطفال العائلة.

قمت بتجهيز جدول يضم أسماء الأطفال إلى اليمين وأنواع مختلفة من الصدقة إلى اليسار، مثل الابتسامة، كلمة طيبة، صدقة، سقيا شجرة.

كان المطلوب أن يضع كل طفل علامة (√) أمام اسمه أسفل كل نوع من أنواع الصدقة التي قام بها كما حرصت على عدم تقديم هدية في نهاية الشهر لمن يقوم بأكبر عدد من الصدقات للتأكيد على مفهوم أن ثواب الصدقة من الله عز وجل.

  3. الحرص على الاستعداد لعيد الفطر باحتفال لائق أثناء شهر رمضان:

هناك رأي تربوي يفسر تعلق أبناء المسلمين بأعياد الأمم الأخرى بأنه نتيجة لتفريط المسلمين أو تهاونهم في الاحتفال بأعيادهم... أنا شخصياً أؤيد هذا الرأي خاصة أن الأعياد احتياج فطري عند الإنسان وإلا لما وجدنا أن جميع الأمم باختلاف أديانها لديها مواسم الأعياد الخاصة بها فالنفس البشرية تحتاج الترفيه والتخلص من عناء العمل من وقتٍ لآخر. لذلك أتوجه لكِ عزيزتي الأم بنصيحة مهمة وهي ضرورة الحرص على الاستعداد للاحتفال بعيد الفطر (وعيد الأضحى مستقبلاً) من خلال الحرص على حضور صلاة العيد في أبهى حله وحبذّا لو شاركك الطفل في اختيار ملابسه للعيد ليستشعر معناه أكثر. أيضاً يفضل أن تجلسي مع طفلك لتتحدثي معه عن مواسم الأعياد وأن الله وضعها كهدية لنا بعد أداء الشعائر (عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان وعيد الأضحى مرتبط بالحج) لذلك فإن أقل واجب نقوم به تجاه الهدية استقبالها بشكل لائق ألا وهو الاحتفال بها على الوجه المطلوب.