قصص أمهات

حملت بابني الثاني بعد 10 أيام من حمل أخيه!

حملت بابني الثاني بعد 10 أيام من حمل أخيه!
النشر : ديسمبر 11 , 2019
آخر تحديث : سبتمبر 18 , 2023

بقلم: هبة المحتسب، أم لثلاثة أطفال

كان ذلك في حملي الثاني وقد كان عمر طفلي الكبير كرم سنة واحدة، ذهبت أنا وزوجي إلى الطبيب في زيارة دورية للاطمئنان عن صحة حملي، والغريب أننا وبجملة عفوية أنا وزوجي قلنا للطبيب:" لربما كان الجنين اثنين"، ولا أنسى كيف نظر إلينا مؤكداً كلامنا!

فرحنا بالخبر إلا أن فرحتنا لم تتم فقد أخبرنا أن كيس الحمل الثاني فارغ ولا نبض فيه، وأنه في مثل هذه الحالة غالباً يتغذى الكيس الأول على الكيس الثاني فيتلاشى الأخير، اختلطت مشاعرنا تجاه الأمر ولكننا وكلنا أمرنا لله مؤمنين بقدره وحكمته.

بقينا نترقب الوقت لمدة أسبوعين حتى حان وقت زيارتي التالية والتي لن أنساها أبداً... عندها كانت المعجزة!

سمعنا نبض الجنين الثاني.. ابني الثاني الذي حملت به بعد 10 أيام من أخيه!

لن أخفيكم أن حملي كان مهدداً وكان هناك احتمال أن يتوقف النبض في أي لحظة، لكن الأيام مرت بإيماننا أنا وزوجي أن الله لابد سيختار الأفضل لنا، وبدعم العائلة من حولنا رزقنا الله بأجمل طفلين بصحتهما وعافيتهما.

كانت ولادتي قيصرية في الأسبوع الـ 37 من الحمل، كان يوماً سعيداً وحزيناً في نفس الوقت فقد ولدت طفليّ في يوم ميلادي 18 نيسان 2019 إلا أنني لم استطع ضمهما بين يدي إلا لوقت قصير مع وجود الأنابيب والأجهزة لحاجتهما للخداج والعناية الحثيثة فلم يتم حتى تحميمها طوال مدة بقائهما في الحاضنة.

كنت أمام تحدٍّ كبير طفلين خدج الأول واسمه زيد لا يستطيع التنفس بشكل جيد، والثاني اسمه زين كان وزنه 1.5 كيلوغرام ولم يكن لديه مخزون كافٍ من السكر، وكان لابد أن تكون رضاعتهما طبيعياً، فكنت أشفط الحليب لهما. استمر هذا الحال لمدة ست أيام متتالية شعرت وكأنهم سنة، فعادت المشاعر المتضاربة من فرح وتوتر وحيرة.

فقد كانت أيامي الأولى بعد ولادتي أياماً صعبة، انقلبت فيها حياتي رأساً على عقب، ولم أعرف كيف سأولي كلاً من أطفالي الثلاثة الاهتمام والرعاية التي يحتاجونها بالإضافة لأوجاع الولادة القيصرية التي كنت أعاني منها!

فكرت بكرم كيف سأعوضه عن كل تلك الأيام التي قضيناها بالمستشفى بعيداً عنه، فكرت بإخوته زيد وزين فقد كان كل منهما بوضع خاص، فالأول كان ممنوعاً من الحليب خلال فترة الحضانة حتى لا يزيد من صعوبة التنفس لديه، والثاني كان وزنه قليلاً جداً وكانت عملية إرضاعه تستهلك منا الساعتين بالإضافة إلى المغص والبكاء المتواصل..

فكان الحل أن نوزع المهام بيني وبين زوجي وأمي، فأعطى زوجي كل اهتمامه لكرم، أما زيد فقد اهتممت به أنا كونه يرضع مني مباشرة أما زين فكانت أمي تهتم به. قمت بفطام طفلي بعمر الشهرين لأنني لم أكن أستطيع أن أعدل بين طفلي وأن أسحب من الحليب ما يكفي طفلي زين مقارنة بما كان زيد يحصل عليه.

عانيت كثيراً من قلة النوم واختلاف النظام في المنزل، فهذه المرة الأولى التي أختبر فيها التعامل مع توأم بأوزان قليلة واحتياجات كثيرة، فقمت أنا وزوجي بعمل جدول بكل شيء أوقات الرضاعة وكمياتها وأنواعها ومواعيد الحمام وغير ذلك..

بحمد الله مر أول شهر بأمان وبدأ الجميع يعتاد على وجود أشخاص جدد في المنزل.. وعلى البكاء في كل الأوقات، وأمي التي على الرغم من عمرها ووضعها الصحي إلا أنها أصرت أن تساعدني وتشاركني خبرتها في تربية 8 أطفال قررت أخيراً أن تغادرنا إلى منزلها 

فأعدنا تقسيم المهام بيني وبين زوجي، وقررنا أن نكون عمليين في كل أمورنا، فكان أول ما قمنا به أننا كنا نشتري كل ما نحتاجه من متطلبات للمنزل أو مستلزمات الأطفال من حليب وحفاض ورضعات ومسلتزمات الاستحمام ومسلتزمات المدرسة عن طريق الانترنت، وبهذه الطريقة كنا نوفر على أنفسنا الكثير من الوقت والجهد.

كما أنني لم أخجل من طلب المساعدة من أحد، لكن طبعاً كان زوجي أكثر من يساعدني ويقاسمني المسؤولية، فكان يساعد في تحضير الرضعات خاصة خلال الليل، ومن الطريف أنه كان يجهزها أحياناً ويضعها في سرير زيد أو زين وينسى أن يعطيها للطفل فيعود لنومه!

وكان للعائلة دور كبير في المساعدة، فالجميع كان يشاركني خبراته في تربية الأطفال ورعايتهم، فقد كان طفلي زين يعاني من المغص في كل يوم وفي نفس الوقت ولم تبق وصفة إلا وجربتها لمساعدته لكن دون جدوى، ليتبين فيما بعد أن الحل كان بعمل المغاطس والتدليك، كنت قد شاهدت ذلك في فيديوهات لأخصائية أمومة وطفولة معروفة.

كما أننا وضعنا أطفالنا كأولوية لنا، فقمنا بعمل المستحيل لإيجاد روتين مريح لأطفالنا، فأصبحت مواعيد النوم والاستحمام ثابتة، كما أننا لم نجامل أحد على حساب راحة أطفالنا، فاعتذرنا عن الكثير من المناسبات والزيارات، وعن استقبال بعض الأشخاص إذا كان ذلك يؤثر على نظام الأطفال وراحتهم.

ونظراً لصعوبة الحركة مع أطفالنا الثلاثة، قمنا بشراء عربة التوأم بالإضافة إلي عربة كرم، فكنا نتنقل أنا وزوجي عندما نخرج جميعنا ونحن نجر العربتين. لم نهتم كيف تبدو الأمور لمن يرانا المهم كانت راحة وسلامة أطفالنا قبل أي شيء.

أما كرم فأدخلناه الحضانة ليستمتع بوقته، فيخف لدي ذلك الشعور بالذنب لأني لا أقضي الكثير من الوقت معه لملاعبته وتعليمه.

شاءت الأقدار أن يكون لدينا ثلاثة أطفال بأعمار متقاربة وبنفس الاحتياجات، تجربتي كانت وما زالت أصعب التجارب في حياتي ولكنني متأكدة بأنها أجملها.


اقرئي أيضاً:

أم لتوأمين: أكثر ٧ أسئلة أسمعها كل يوم!
هذه تجربتي ونصائحي كأم لتوأم
الحمل بتوأم وكيفية تغذيتهم
أم تلد توأماً بعد شهر من ولادة طفلها الأول
كيف يمكننا بناء علاقات مميزة مع أطفالنا؟
إجابات عن أسئلتك حول الرضاعة الطبيعية للتوائم

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية