قصص أمهات

كيف تمكَّنا من جعل طفلنا يُحب وقت النوم ويطلبه بنفسه!

كيف تمكَّنا من جعل طفلنا يُحب وقت النوم ويطلبه بنفسه!
النشر : فبراير 15 , 2018
آخر تحديث : سبتمبر 18 , 2023

” كانت أمسية جميلة مع أصدقائنا في المنزل. اقترب ابني غابرييل كالمعتاد يظهر نفسه أمامهم ليؤدي رقصته وأغنيته. استأذنت لتفقد الوجبة التي كنت أُعدّها، أتى إليَّ غابرييل وهو يقول “ناي ناي” ثم مضى مودعاً الجميع قبل أن يتوجه إلى غرفة النوم. قلت ذلك لزوجي “إنَّه يريد أن يذهب إلى الفراش”. “حسناً لنذهب”. وبذلك، يضعه زوجي في السرير ويعود لنواصل سهرتنا بسلام. كان غابرييل يبلغ من العمرخمسة عشر شهراً فقط. ”

هذه ليلة طبيعية بالنسبة لنا، ولكن وسط دهشة واستغراب أصدقائنا فقد كان الأمر بالنسبة إليهم غير طبيعي. “لا أستطيع أن أصدق أنَّهُ يطلب منكِ أن يذهب إلى الفراش!”، والكثير منهم تساءل: “ما السِّر؟؟”إنَّ السؤال المُعتاد لدى غالبية الأمهات والآباء وهم يائسين للعثور على الجواب: “كيف اقنع طفلي كي ينام في الليل؟”. يتكرر هذا الموضوع في الكثير من المحادثات مع الأهالي الآخرين. فالجميع يريد أن يحظى بليلة نوم جيدة.لقد كان لدينا حِصة حظينا فيها على ليالٍ بلا نوم، ولكن نادراً ما كان لدينا مشكلة في وضع طفلنا داخل السرير. حالما يعلم أنَّ وقت النوم قد حان فإنَّهُ يتجاوب تماماً، بل وكثيراً من الأحيان هو من يقول لنا أنّهُ يريد أن يذهب إلى غرفته استعداداً للنوم.لذا نتيجة لتكرار التساؤلات حول هذا الموضوع، سأقوم بذكر الطرق التي نستخدمها والتي جعلت ابننا يُحب وقت النوم!

  •  روتين النوم

النصيحة الأولى لدى غالبية الأهالي هي ضرورة تواجد روتين يومي للنوم، وأنا اتفق معهم تماماً. إنَّ وجود روتين أساسي في المنزل يساعد طفلك على فهم وتنبؤ ما سيحدث بعد ذلك. حين يعلمون ما عليهم فعله، سيكونون أقلَ عرضة للاعتراض. لقد بدأنا بتكوين روتين للنوم مع طفلي حينما كان يبلغ الشهرين من العمر. في كل ليلة تمام الساعة 6:30 يبدأ موعد الاستحمام، يليهِ شرب الحليب ثم الذهاب إلى النوم في تمام الساعة 7 مساءً. هذا هو روتين النوم الخاص به حتى هذا اليوم.

  • تدريب النوم، تدريب النوم، تدريب النوم

لا أستطيع التأكيد على أهمية هذه النقطة بما فيه الكفاية، نحن تحتاج إلى الممارسة لجني المكافآت. قضيت ساعات في تعليم طفلي غابرييل أن يغفو من تلقاء نفسه في سريره باستخدام أساليب التدريب النوم. نعم، لقد كانت مملة، واستغرقت وقتاً طويلاً ولكني كنت أعلم أنَّه كان أمراً ضرورياً. فالهدف هو تعليمهم أن يغفو من تِلقاء أنفسهم دون الحاجة لمُساعدتكم. لقد أثمرت هذه التدريبات خلال ثلاثة أشهر تمكنا من وضع طفلي في سريره ومن ثم أصبح يخلد إلى النوم من تلقاء نفسه. اختاري طريقة تلائُمكِ وتمسكِ بها، تكون متسقة ومتواصلة وسوف تبدئين في رؤية النتيجة.

  • لا تستخدمي ابداً السرير أو غرفة النوم كعقاب

كانت أول ردة فعل لي عندما يبدأ طفلي في نوبات من البكاء والغضب، هي وضعه في سريره كعقاب. فعلتُ ذلك مرتين قبل أن أُدرك أنَّه يؤثر على نومه. فذلك المكان الذي عادة ما يكون للهدوء والراحة كان مكاناً للحزن والغضب لطفلي. أدركت أنَّني من خلال معاقبته في غرفته كنت أعطي له إشارات مختلطة. فأصبح حينما يوضع في الفراش لن يفهم ما إذا كان وقت النوم أو إذا كان يُعاقب على شيء ما. لذلك تعاهدنا أنا وزوجي على عدم استخدام غرفته كعقاب مرة أخرى. اجعلوا غرفة نوم أطفالكم مكان سعيد ومريح بحيث يشعرون بأن الذهاب إلى السرير هو شيء جيد وليس عقاب.

  • استخدام كلمة سرٍّ للنوم

كانت والدتي منذ أن كنت طفلة تستعمل مصطلح “ناي ناي” للذهاب إلى النوم. اعتدت عليه، واستخدم أخي ذلك أيضاً، ولذلك كان من الطبيعي أن يستخدمه طفلي. فمنذ اليوم الذي ولد فيه كنت أرمز إلى وقت النوم بهذه الكلمة. هذه الكلمة الصغيرة هي الآن مرجعيته لوقت النوم وقد أثبتت قوتها في تشجيعه على الذهاب إلى السرير. أصبح يعلم اللحظة التي نقول فيها إنَّه “وقت ناي ناي”، إذن عليه الاستعداد للنوم. كانت واحدة من الكلمات الأولى التي تعلم أن ينطقها وساعدتنا في التواصل لنعلم عند شعوره بالتعب.استخدام كلمة ثابتة وسهلة للنوم يمكن أن يساعد في تسهيل التواصل عندما يكون الطفل لا يزال صغيراً جداً للنطق بشكل صحيح.

  • الطمأنينة

لقد كان بالنسبة لنا واحداً من أهم أجزاء تربيتنا لطفلنا غابرييل. جعلنا الأمر يتم بسلاسة دون غضب أو ضجّة، أردتُ أن يعلم طفلي أنَّ والديه إلى جانبه وأن يشعر بالأمان. شعرت أنَّه إذا شعر بالاطمئنان أنَّ أمي وأبي هنا إذا كان في حاجة لنا، فإنَّ ذلك سيُعطيه الثِّقة في النوم من تِلقاء نفسِه. قُمنا بهذا جنباً إلى جنب مع تدريب النوم الذي اتبعته. وعلى الرغم من أنَّني شجعته على أن يغفو من تِلقاء نفسِه، إلَّا انَّني كُنت دائماً احرص على أن يتأكد من أنني لست بعيدة عنه. ولا زلنا نستخدم هذه الطريقة حتى الآن.

يُمكنكم التغلُّب على العقبات مع تراجع انتظام النوم، وطفرات النمو (تسارع ارتفاع معدلات الوزن والطول خلال السنة الأولى) وقلق الانفصال مع تقدم السِّن لديهم. بالنسبة إلينا، ما كان ينفعُ دائماً هو الثبات والاستمرارية ومنحه الشعور بالطمأنينة.  أتمنى أن تُساعدكم هذه النصائح.نوماً سعيداً نتمناه لكم ولأطفالكم!

 

*صدر المقال باللغة الإنجليزية على موقع هفنغتون بوست.

Photo credit:  Neticola on visual hunt.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية