قصص أمهات

أم تصطحب طفليها معها في مغامراتها في تسلق الجبال

أم تصطحب طفليها معها في مغامراتها في تسلق الجبال
النشر : أبريل 19 , 2021
آخر تحديث : سبتمبر 18 , 2023
آية صرصور، أم لطفلتين٬ فلسطينية٬ كاتبة محتوى باللغة العربية ومترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وبالعكس٬ كما أنها خبيرة في التسويق... المزيد

إن الأمومة وتربية الأطفال اليوم تتضمن الكثير من المصاعب والعقبات، فالتربية قبل التكنولوجيا كانت أقرب للطبيعة وأكثر اندماجاً مع تكوين الأطفال وطبيعتهم الفطرية، فكان التراب والعشب هو ملعب الأطفال، والسماء هي حدودهم، ولكن مع تطور الحياة وتوغل التكنولوجيا أصبح كل شيء مصطنعاً وبتنا نفتقد التواجد في الطبيعة بحرية، وهو ما أدركته الأم هديل دواس، التي  اشتهرت على منصة الانستغرام بفضل رحلاتها والمسارات التي تقوم بها مع أطفالها.

 

لذلك فقد كان لنا الفرصة للتعرف على  هديل ومعرفة تفاصيل أكثر عن رحلاتها ومغامراتها مع أطفالها:

 

  1. حدثينا قليلاً عن نفسك؟

اسمي هديل دواس، مهندسة معمارية وأسكن في الأردن، حاصلة على رسالة الماجستير في الإدارة القيادية من الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد دفعني شغفي للمغامرة والسفر وحب الاكتشاف على تأسيس Travel for Peace  وهي شركة سياحية وسفر ذو مفهوم جديد في الأردن والشرق الأوسط، وتركز رحلاتنا على سفر السلام، والذي يتضمن أنشطة مجتمعية في الدول التي نسافر إليها، والتي من شأنها رفع الوعي الثقافي عن الأردن، بالإضافة، إلى الترويج السياحي الغير مباشر للأماكن السياحية في بلادنا، كما تهدف شركتي إلى دعم سياحة المغامرة للأمهات وتشجيعهن على السفر والمغامرة برفقة أطفالهن، ولذلك ترعى مكاتبنا دورات خاصة بالأطفال كدورة الطفل المغامر، وتتضمن أيضاً مكتبة للقراءة ومطبخ تفاعلي.

فكرة حسابك رائعة، ما الذي دفعك للبدء بها؟ 

قبل 10 سنوات كنت في زيارة سياحية لدولة جنوب أفريقيا، وقد أبهرني انعكاس هذه الرحلة على ذاتي وردود فعلي لرؤية الأشياء أول مرة، وبعد عودتي من الرحلة، اتخذت قراراً بأخذ دورة لتعلم التصوير الاحترافي في عمان وكانت أول دورة ألتحق بها، وكنت حينها على وشك التخرج من الجامعة.

وبعد ذلك، قمت بتأسيس صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وقد أطلقت عليها "أليس في عمان" على غرار أليس في بلاد العجائب، وقد كانت أليس فتاة سائحة في عمان ترى الأشياء لا يراها الآخرين، كما أن أليس تستطيع التقاط الصور بطريقة توضح جمال الأردن وطبيعته الخلابة، وقد لاقت الصفحة استحسان الكثيرين، ولكن الأثر الأكبر لهذه الصفحة كان على تغيير مسار حياتي ومنها بدأت رحلتي وأصبحت الأماكن الطبيعية والجبال والوديان تستهويني عن غيرها.

 

هل لطالما كنت محبة للطبيعة؟ 

بالتأكيد، فمنذ سن صغيرة، وأنا ضد التكنولوجيا بكل أشكالها، حتى أثناء دراستي الجامعية، لطالما كنت أرفض أي حديث على "الماسنجر" وكنت أفضل الخروج والجلوس وجهاً لوجه، وأفضل الالتقاء في أماكن مفتوحة طبيعية، كما أنني أحب جميع الفصول وأحب أن أعيش كل تفاصيلها، ودائماً كان لدي الفضول لأعرف ما وراء الجبال وما الذي في نهاية النهر، ولطالما كانت الجغرافيا من أكثر الحصص المفضلة لدي.

لماذا شعرت أنه من المهم لأطفالك أن يعيشوا هذه الاجواء؟

إن أكثر ما حفزني وحتى قبل إنجابي لهم هو علاقة الأطفال من حولي بالإلكترونيات، فلدينا الكثير من الأحفاد في العائلة، وكنت أراقب عن بعد كيفية ارتباطهم بالأجهزة ومنذ أعمار صغيرة.

وقد أقلقني هذا الارتباط بشدة، وقد شعرت بالخوف على أطفالي قبل إنجابي لهم، وكان السؤال الذي يتبادر إلى ذهني دائماً، هل سيتعلق أطفالي بالأجهزة والحياة الافتراضية بهذا الشكل؟

لهذا قمت بالاستعداد لهذه الحرب منذ ولادة طفلي، والحمد لله استطعت أن أبعد طفلي عن جميع أنواع الشاشات وأن أجعله يعيش حياة طبيعية يستنشق فيها الهواء ويرى ضوء الشمس،  ويلعب في الوحل ويتسلق الجبال الصغيرة ويحتفظ بالضفدع الذي وجده خلف المنزل أو يركض وراء دجاج الجيران.

 

 كيف تشجعت لخوض المغامرات مع أطفال ومن من أي عمر بدأتِ باصطحاب أطفالك في رحلاتك؟

بدأت مغامرتي مع طفلي آدم، وهو يبلغ من العمر ثلاثة أسابيع، وقد قمت باصطحابه معي إلى قاعة الامتحان وفي رحلتي لدراسة الماجستير، وكانت الجامعة تبعد ساعة عن المنزل، مما يتطلب مني التوقف عدة مرات للرضاعة، وأعتبر هذه المغامرة من أعظم مغامراتي.

وأحد أهم الأشياء التي أحب دائماً أن أذكرها لنفسي ولغيري من الأمهات، لا تجعلي قدوم أطفالك لحياتك سبباً كي توقفي حياتك أو التوقف عن عمل شيء تحبينه، سواء كانت هواية أو عمل، ولا تدعي عذراً يوقف طموحك وشغفك.

وقد كان دمج أطفالي في رحلاتي لعدة أسباب، أولها حبي للمغامرة وطبيعة عملي، بالإضافة، لرغبتي في إخراجهم للطبيعة في سن مبكرة، وأخيراً محاولةً مني لإبعادهم قدر الإمكان عن الشاشات وإعطائهم التجارب والألعاب الحقيقية.

ما هي حيلك لتسهيل الخروج مع اطفالك؟ 

أرى أن أفضل حل هو التدرج، وهو أهم أسباب نجاح رحلاتي مع أطفالي، فقد بدأت معهم بمسارات خفيفة بالقرب من المنزل، ومن ثم إلى المنتزه، وبعد ذلك انطلقنا نحو الطبيعة.

وعند التخطيط لرحلة مسار خارجي في الطبيعة، لا تقومي بإخبار طفلك بعبارات إخبارية كقولك" ماما يلا بدنا نروح نمشي" بل استخدمي عبارات مثل " ماما شو رأيك اليوم تروح تتسلق جبل" أو " ماما شو رأيك اليوم نستكشف شو في حيوانات في الغابة"، حيث إن هذه الجمل تهييء عقل الطفل وتعطيه الحماس اللازم لبدء الرحلة.

وعليكِ أيضاً بالتخطيط المسبق سواء بتحضير الملابس الكافية والمناسبة والأكل والأدوات حسب الموقع، فالتخطيط سيوفر الكثير من الجهد والقلق صباح الرحلة، ويجب أن تقومي بوضع الكثير من الوجبات الخفيفة المفضلة لديهم.

كما أنني أعتمد على الألعاب المخفية والمفاجآت داخل المسار، بحيث يبقى الطفل متطلعاً لاكتشاف المزيد، وأقوم أحياناً بإخفاء بيض الديناصورات بالقرب من المسار لأخبر آدم أن يحفر ليجده، وتبقى هذه الأفكار الطفل متيقظاً ولديه الحماس للاستمرار.

وأخيراً عليكِ منح الطفل الوقت الكافي داخل المسار للاكتشاف، ولا تستعجلي أن يتقبل الأطفال المسارات والخروج، وسيأتي يوم يطلب منكِ طفلك الخروج إلى الطبيعة.

 

لو احتاجت أم حافزاً لخوض مثل هذه التجارب مع أطفالها، كيف يمكن أن تشجعيها؟ ماهي العوائد للأهل 

والأطفال برأيك ان قاموا بالتواصل مع الطبيعة؟ 

هناك الكثير من الفوائد والتي لا حصر لها لكلا الطرفين، على الأهل والأطفال على حد سواء، ومنها بناء الثقة في النفس لدى الطفل بسبب وجوده في أماكن جديدة ووعرة، كما أنها فرصة للتخلص من ضغط العمل والجلوس في المنزل والخروج إلى الهواء الطلق، مما له من فوائد نفسية وجسدية، بالإضافة إلى ممارسة رياضة المشي.

 

شاركينا أجمل لحظة لكِ مع عائلتك في اسفاركم؟ 

هناك الكثير من الذكريات لعل أجملها عندنا قمنا بالتخطيط لعمل Road trip 

وخلال فترة تواجدي في الولايات المتحدة حيث قررت السفر بالسيارة برفقة أطفالي والتوجه لسلسلة جبال الروكي ماونتين في ولاية نورث كارولاينا، حيث كان علينا كان علينا عبور سبع ولايات لنصل إلى مرادنا، وكانت رحلة متعبة وممتعة في نفس الوقت بكل تفاصيلها، ولكن الوصول للهدف والصعود الى قمة الجبل برفقتهم كانت من أجمل اللحظات حيث رأى آدم الغزلان البرية لأول مرة.

 

كيف تكون عادة ردود الفعل من حولك بخصوص تجوالك مع أطفالك؟

إن تشجيع من حولي من أفراد عائلتي وأصدقائي والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي يحفزني على بذل المزيد وتشجيع الآخرين على البدء بهذه التجربة، وأسمع الكثير من المديح والتقدير خلال تواجدي برفقة أطفالي خصوصاً داخل المسارات الوعرة.

ما الرسالة التي ترغبين مشاركتها عبر محتوى حسابك ومن خلالنا في هذه المقابلة؟

أحب أن أخبر كل أم أن ما أفعله هو جزء بسيط عن تعبهم وعطائهم المتواصل مع أطفالهم، سواء كانت ربة منزل أو طالبة أو امرأة عاملة، وما أفعله قد يبدو صعباً ويحتاج للكثير من الجهد والصبر والوقت، ولكنني أتمنى أن يكون حافزاَ لكل امرأه أنها تستطيع عمل الكثير فليس عليها أن تكون متسلقة جبال، مهما كان نوع الجبل الذي يواجهها، فهي قادرة على تسلقه ومجابهته بالإرادة والعزيمة والإصرار.

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية