قصص أمهات

قصة عبد الله القصاب: كيف تكون أباً بلا أب!

قصة عبد الله القصاب: كيف تكون أباً بلا أب!
النشر : أبريل 06 , 2022
آخر تحديث : سبتمبر 18 , 2023
كاتبة شغوفة وأم لطفل، درست الهندسة الصناعية وتخصصت في علوم التنمية المستدامة والإدارة، لكن حبها للكتابة دفعها للاتجاه نحو هذا العالم المليء... المزيد

قصة عبد الله القصاب، أب لخمسة أطفال


هذه قصة أب لم يحظَ يوماً بفرصة أن يكون له أب في حياته، بالطبع هناك الكثيرون مثله؛ فقدوا آباءهم وهم في عمر صغير جداً وحرموا من حنانهم ووجودهم في عالمهم، فلا صورة تجمعهم بهم وهم يلعبون ويمرحون معاً، ولا شيء يخبئونه في ذاكرتهم عن لحظات ومواقف جمعتهم بهم.

هذا الأب هو المدرب والمهندس عبد الله القصاب، الباحث في الذكاء العاطفي والصحة النفسية، لديه الآن خمسة أطفال، لكنه لم ينسَ يوماً حسرة فقدانه لوالده وهو بعد في الثانية من عمره، وبالرغم من أنه عاش حياته دون أن يراه أو يتذكر أي شيء عنه ما زال يشتاق إليه كثيراً، وكأنه بفقدانه قد فقد جزءاً أساسياً من نفسه ما زال يبحث عنه إلى اليوم. لهذا فهو يحاول جاهداً أن يكون ذلك الأب الحاضر في حياة أبنائه، وألا يحرمهم من كل اللحظات الثمينة التي يمكن للأب أن يقضيها مع أبنائه!

ظهر ذلك جلياً في منشور مؤثر جداً له في صفحته في إنستغرام كان عنوانه "أب بلا أب Fatherless father"، ظهر فيه وهو يقرأ لأطفاله قصة ما قبل النوم، وتحدث عن مشاعره كطفل تربى دون وجود أب في حياته ثم كبر ليصبح أباً الآن، فكيف يكون ذلك؟! هذا السؤال أبقاه مستيقظاً لليالٍ كثيرة، فهو متحدث يقدم العروض ويشارك الناس الأفكار والنكات وغيرها، لكن تبقى تلك الزاوية في داخله التي يعيش تفاصيلها وحده ويحتاج إلى من يدعمه ممن مروا بمثل تجربته.

منشور مؤثر لعبد الله القصاب عن مشاعره كأب

فيقول: "عمري الآن 36 عاماً، متى ينتهي هذا الشعور بفقدان والدي؟ أنا لم ألتقي به يوماً، لا أذكر ذلك، فقد كنت في الثانية من عمري عندما توفي. لا أملك أي ذكرى عنه، فكيف يمكن للمرء أن يفتقد ما لم يختبره! ماذا تسمون هذا؟".   

وقد سئل عن طريقته في تربية أبنائه وتعامله مع ضغوطات الحياة، فقال بأنه يتخلص من إحساسه بالضغط والقلق بالتنفس العميق وبمشاركة أطفاله أوقات اللعب ومنحهم الحب واحتضانهم كثيراً، لأن هذا كما يقول يساعد كثيراً في جعل أطفاله والأشخاص الذين يحبهم مصدراً للراحة بالنسبة له لا مصدراً للضغوطات والعصبية.

ويقول أن أكثر ما يشعره بالفرح هو رسمات أطفاله التي يحتفظ بها جميعها، فهو يقدّر كل اللحظات والليالي التي يقضيها معهم، وبمجرد أن يتذكر ملامحهم وأصواتهم يشعر بسعادة غامرة لا يضاهيها شيء.

وقال أيضاً: "كنت طفلاً بغير أب، ولا أعلم إن كنت اليوم مع أطفالي الأب الذي كنت أريد لأبي -رحمه الله- أن يكونه، أو إن كنت أشبهه ربما في أشياء كثيرة. ليس لدي ما أرجع إليه أو أقارن نفسي به! كانت هناك لحظات كثيرة شعرت فيها بالألم والحسرة لغياب والدي، خاصة عندما رزقت بمولودنا الثالث، طفلتي الجميلة، تذكرت أخواتي وكيف أثر غياب والدنا على حياتهن كثيراً".

وتحدث أيضاً عن موقف غريب حدث لطفله، حين انفجر باكياً حزناً على رحيل جده لوالده الذي لم يره يوماً، ويتساءل عبد الله: "كيف يمكن لطفلي أن يفتقد بشدة جده الذي لم يره، حتى أنني أنا نفسي لا أذكره، ولماذا لم يبك على جده لأمه الذي توفي أيضاً وأمه في عمر صغير؟! أتراني ودون أن أدري أثرت تلك المشاعر في نفسه، وأن حزني على فقدان والدي كان واضحاً وجلياً لأطفالي إلى هذا الحد؟"

وقد طلب من غيره من الآباء ممن هم مثله أن يتوجهوا إلى أخصائيين نفسيين ليعرفوا أنفسهم أكثر، وليقرؤوا عن تطور أطفالهم واحتياجاتهم النفسية أكثر. فهذا يساعدهم ويوجههم خاصة وأنهم لا يعرفون كيف من المفترض لدور الأب أن يكون، وأن يقسّموا أوقاتهم مع زوجاتهم في رعاية البيت كيلا يشعر أي من الطرفين بالإرهاق والتعب والضغط.  


*المصدر من موقع https://aureliapsychology.com/

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية