مذكرات

يوميات حملي: الثلث الأول من الحمل

يوميات حملي: الثلث الأول من الحمل
النشر : يونيو 16 , 2017
آخر تحديث : سبتمبر 18 , 2023
بسمة أم لخمسة أطفال، وهي تهوى الكتابة منذ كان عمرها ثماني سنوات، بدأت في الكتابة بمدونتها الالكترونية بانتظام منذ أيلول من العام 2010،... المزيد

لم يكن من الصعب علي، إبقاء أمر حملي سراً، فقد كان لدي سبب وجيه لفعل ذلك! كنت أريد أن أكون متأكدة تماماً من صحة الجنين قبل إخبار أولادي. إلا أن الجزء الأصعب من إخفائي الموضوع، هو عدم مقدرتي على استخدام حملي كعذر؛ "أنا حامل، سأذهب للنوم قليلاً" أو "أنا حامل، لا تضع هذا العطر" أو حتى " أنا حامل، دعونا لا نذهب إلى هذا المطعم الياباني." عدا عن التعليقات التي كنت أسمعها عن علامات الإرهاق الواضحة على وجهي! (الشيء الذي لم يساعد كثيراً في قضيتي اللامتناهية مع موضوع عمري). ولكن بالطبع، أنا وزوجي أخبرنا أمهاتنا. كان موضوع إخبار أمي أمراً عادياً (كانت دائماً تقول بصراحة أن 4 أطفال يكفون)، ولكن أن أطلب منها عدم إخبار أي أحد كان شيء آخر تماماً! ومع ذلك، كانت في قمة سعادتها عند سماعها للخبر: "هذا الطفل سيكون مدهشاً مثل أطفالك الآخرين، فكيف لا أكون سعيدة!".

صورة لفتاه متفاجئة

أنا أعرف أمي، فلطالما كانت تقول: " إذا القطط، الأرانب والقردة يحملون وينجبون، فلماذا نتصرف وكأن الحمل قضية كبيرة علينا إخفاؤها! ولماذا لا نخبر الجميع هذه الأخبار السارة ونحتفل؟" ولكن في الحقيقة، هذا الفكر لا يشبه ما يتّبعه معظم الناس في العالم العربي، حيث أن المعظم يفضل عدم إخبار الآخرين بأمر الحمل إلا بعد مرور الثلث الأول منه. حتى أنني كنت دائماً ما أرى نساء بطونهم أمامهم واضحة، ومع ذلك ينكرون صحة الخبر، وتراهم ينجبون بعد ٣ أو ٤ أشهر من ذاك اللقاء. أوضحت لأمي أنه بعد إجراء فحص السونار، لن يكون لدي مانع من إخبار أحد، وأن السبب وراء إخفاء الخبر هو أن الكثير يمكن أن يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لأنني لم أنس أنني سافرت ومشيت في الهند وتناولت كل ما أريد في الأسابيع الثمانية الأولى، مما جعل هذه الأمور...توترني. في تجارب حملي السابقة، كنت أعاني من وحام الحمل بشكل خفيف ولم أكن اتقيأ. في هذا الحمل، على الرغم من أنني لم أتقيأ إلا أن الغثيان شديد ومستمر. الأطعمة الوحيدة التي لم تشعرني بالغثيان هي المعكرونة والخبز... بإمكانكم تخيل كم هذا مساعد لزيادة وزني! أقول هذا لأنه في كل حمل لي، كان يزداد وزني حوالي 22 كيلوغراماً. أنا لست فخوره بذلك، لكنه حدث. إلا أنني هذه المرة عزمت على عدم القيام بنفس الشيء، ولكن ها أنا في الأسبوع العاشر من الحمل فقط وقد اكتسبت 2,5 كيلوغراماً. ومع كل هذا، وصلت للأسبوع العاشر من الحمل وكان لا يزال من السهل إخفاء أمر حملي، لأن حتى أنا لم أستطع تصديق هذا الخبر بعد!

  في العيادة:

ذهبت لإجراء فحوصات الدم الروتينية المطلوبة مني، فقاموا بطلب عينة من البول أيضاً (لم يكن ممتعاً)، من أجل التحقق من إذا كان لدي التهاب في المسالك البولية أم لا. ثم قال لي الطبيب، أنهم يقدمون اختبار دم جديد؛ يمكنه الكشف عن ١٢ نوعاً مختلفاً من الاضطرابات الوراثية بما في ذلك متلازمة داون، عن طريق اختبار الحمض النووي للطفل الموجود في دمي. أبهرتني الفكرة، دمي يحمل الحمض النووي لطفلي وقابل للاختبار!؟ سألت إذا كان هذا الاختبار يحدد أيضاً جنس الطفل، فأجابني الطبيب "نعم، ولكن هذا ليس الهدف الرئيسي وراء إجراء هذا الفحص!". لكني على كل الأحوال قررت إجراء هذا الفحص، فقاموا بأخذ كمية مخيفة من دمي. كنت محظوظة لعمل الاختبار في الوقت المناسب حيث يتم إجراؤه عادة، في أي وقت بعد ٩ أسابيع من الحمل، وتظهر النتائج بعد أسبوعين. طلبت مرة أخرى إجراء فحص السونار. فقد بات من الصعب عليّ إخفاء الموضوع عن أطفالي. أردت رؤية هذا الشيء الصغير الذي يخفق بسرعة والاطمئنان عليه مرة أخرى، قبل أن أبوح لهم بالحقيقة! فوافقوا على طلبي، والحمد لله رأيت الشيء الصغير يخفق وزاد من اطمئناني سماع "وووش...وووش...وووش" على الجهاز، عندها قررنا أن نخبر الأولاد.

صورة لجنين في الشهر الثال على جهاز الألتراساوند  

عندما أخبرت أطفالي!

رغبت في التقاط ردود فعل أطفالي على الكاميرا عند إخبارهم، فقلنا لهم أن بحوزتنا مفاجأة لهم، فطلبنا منهم الجلوس، ورفعت الكاميرا وطلبت منهم أن يقولوا "تشييييز"، فقاموا بترديدها من ورائي بدون أي حماس، ثم قلت لهم "هيا مجدداً، قولوا ماما حامل!".

سعود البالغ ثلاثة عشر سنة من عمره كان أول من استوعب الأمر، فاتسعت عيناه واستقام في جلسته وقال في دهشة "ماما؟ أنت... أنت حامل؟" فقلت "نعم"، قفز وعانقنا أنا وأبيه وقال "مبروك". أما ابنتنا الصغيرة الجوهرة التي تبلغ عشرسنوات، كانت جالسة وابتسامتها عل وجهها، ولكن عند سماعها للخبر ذابت هذه الابتسامة عن وجهها، وبقيت جالسة مندهشة دون حراك.   أما بالنسبة لعبدالله الذي يبلغ سبع سنوات، قال "قولي والله!! ستنجبين طفلاً؟ الآن؟ أيمكنني رؤيته؟"، نهض من مكانه، اقترب مني وبدأ بلمس بطني وهو يضحك. كل هذا والجوهرة لا تزال جالسة، لم تتحرك! فقط تمتمت بهدوء قائلة "مبروك" مع ابتسامة مجاملة لنا، ثم أضافت "لا أستطيع أن أصدق هذا". ثم نادت على أخاها ذو الأربع سنوات وأعلمته بالأمر. بدا سعيداً وغير مبالٍ في نفس الوقت؛ أعتقد أنه لصغر سنه،  لم يستطع تخيل أن شيئاً ما سيحدث في المستقبل القريب.

صورة لأم حامل مع طفلتها الأولى في الطبيعة

 

كنت محتارة ومتفاجئة من رد فعل الجوهرة، ومع أن كان لدي الكثير من الأسئلة التي وددت لو أطرحها عليها، إلا أنني قررت تأجيلها. ولكن في وقت لاحق من ذلك المساء، أتت إلى غرفتي وبدأت تتحدث وتعبر عن مخاوفها حول كيف أن كثير من الأمور سوف تتغير (وأنا كنت أفكر كذلك)، وأن الوقت الذي اقضيه معها سوف يتغير (وأنا كنت أفكر كذلك). الجوهرة ... ابنتي العملية دائماً. كانت قلقة وأنا كنت مثلها! لكني طمأنتها مؤكدة، أن ليس لدي أي فكرة كيف ستتغير كل الأمور بمجرد ولادة الطفل، ولكنها لن تتغير إلى الأبد، وأنني حتى لو تعبت أثناء الحمل أو انشغلت كثيراً مع الطفل الجديد، فإن الأمورفي النهاية سوف تستقر وتعود إلى طبيعتها. بعد هذا الحديث وبعد مرور بضعة أسابيع، شعرت أن قلقها ومخاوفها بدأت بالتلاشي وأصبحت قادرة على تقبل الفكرة أكثر من قبل.

بعد أسبوعين، مضى أسبوعين، وما زلت أنام في أي مكان أجده، فقد كنت أغفو في سرير طفلي الصغير أثناء قراءة قصة ما قبل النوم، أو على الكنبة إذا جلست بدون أن يوجه لي أحد الحديث لمدة لا تقل عن عن ٥ دقائق! كنت قد وصلت إلى الأسبوع الثاني عشر من حملي، مما عنى أنه قد حان موعد فحص السونار ومعرفة نتائج فحوصاتي.

صورة لرجل يرتدي البدلة الرسمية وراء مكتب

ذهبت إلى الطبيب، بدأ بالفحص، وبما أن طبيبي السابق كان يشرح لي كل التفاصيل أثناء فحصي في حملي السابق، فكنت أسأل الطبيب الحالي جميع الأسئلة "هل تقوم بقياس طول عظمة الفخذ حالياً" و "ما هو محيط الرأس؟" و "هل فحصت كيفية تدفق الدم داخل غرف القلب؟". كان مسلياً بعض الشيءً، وكنت أقول لنفسي أثناء ذلك "لو أن طبيبي السابق هنا، من المؤكد سيكون فخوراً بي!". بعد فحص السونار -الذي كان جيداً-، دخلنا إلى مكتب الطبيب ليخبرنا نتائج فحص الدم. والحمد لله، كل النتائج كانت سلبية وخلت من أي أمراض وراثية.  

والآن، عن جنس الطفل!

أما عن جنس الطفل، كنت بمفردي في هذا الموعد. لم يأت زوجي معي لأنه يفضل عدم معرفة جنس الطفل (كان يقول هذا في كل مرات حملي السابقة). أنا أفهم كم من المحمس أن يبقي المرء أمر جنس الطفل لبعد الولادة، ولكنني لطالما كنت أحب التخطيط. أحب أن أكون مستعدة. كما ذكرت سابقاً، أن لدي ثلاث أولاد وابنة، وحتى الآن كنت متأكدة أنني كنت حامل في ولد. ولكن عند بدء الطبيب بالفحص، أصبحت أشير للطفل على أنه أنثى، "ها هي تتحرك" أو "ها هي يدها"! جلست منتظرة لمعرفة جنس طفلي مع أن إحساس الأم في داخلي يقول أنها بنت.

"إنه ولد" قال الطبيب ضاحكاً. فشل حدس الأمومة لديّ! إنه ولد! ولد في كامل صحته! الحمد لله.

ذهبت إلى المنزل لاحظ زوجي الابتسامة على وجهي، وقال "لم تستطيعي الانتظار صحيح؟! سألت عن جنسه!" قلت: "أنت تعرفني جيدا". وقال "حسنا؟" ابتسمت، ثم قال، "هذا يعني أي شيء" قلت له أنه صبي وأنه له الحق في تسميته (سوف أشرح لكم لاحقاً عن سبب تخليي عن هذا الحق).

صورة لحامل تحمل في يدها مكعبات مكتوب عليها ولد

صعدت إلى الطابق العلوي للمنزل لأخبر أطفالي، نظرت إلى الجوهرة وقلت لها "حبيبتي، زاد عدد الأولاد علينا بواحد!"، سعد الأولاد لسماع هذا الخبر، أما هي لم تغمرها السعادة. فقمت بشرح المميزات التي ستحصل عليها كونها فتاة وحيدة بين 4 أولاد. مضى ١٢ أسبوع وبقي ٢٨ آخرين!  

الأعراض:

  1. انتفاخ البطن:

    صحيح أن بطن الحمل لم يصبح بارزاً بعد، إلا أن ملابسي ضاقت فأصبحت محتاجة أحياناً إلى فتح أزرار بنطالي!
  2. الغثيان:

    من المفترض الآن أن يكون أخف من قبل... ما زلت أنتظر.
  3. الشعور المتواصل بالنعاس:

    ما زلت لا استطيع مقاومته.
  4. تقلبات المزاج:

    لا زال مزاجي نزق ويمكن لأي شيء أن يبكيني.
  5. التعب المستمر

نصائحي لك:

  • حاولي أن لا تبالغي في كميات الطعام التي تتناولينها.

    أعلم أني لست أفضل شخص للتكلم عن هذا الأمر، لكن صدقيني، سوف تندمين على زيادة الوزن المفرطة في الثلث الأول من الحمل. لا تصدقي جملة "الأكل عن شخصين". وإن كنت تعانين من الغثيان في الصباح في الثلث الأول من الحمل، حاولي ان تأكلي شيئا مريح للمعدة. ولا تنسي أخذ الفيتامينات المتعددة المخصصة للحمل لتعويض العناصر الغذائية المفقودة.
  • لا تقاومي التعب، سوف تستعيدين طاقتك في الثلث الثاني من الحمل.

    حاولي أن تنامي كلنا استطعت ذلك، لأنك لا تعرفين متى ستحظين على مثل هذه الفرص للنوم عندما تدخلين في شهرك السابع من الحمل أو حتى بعد ولادة طفلك.
  • سوف تضيق عليك ملابسك وخاصة بناطيلك في نهاية الثلث الأول.

شرائك ل Belliband أو أي شيء مماثل لها سوف يعطيك وقت إضافي لارتداء ملابسك الاعتيادية التي تحبينها بدل ارتداء الملابس المخصصة للحمل. أنا لست من الأشخاص الذين يحبون ملابس الحمل، فإذا كنت مثلي، هنالك دائماً خيار ارتداء Leggings!

مواضيع قد تهمك

الأكثر شعبية