مقابلات
القصة وراء حساب"مش بس ماما" الذي يدعم كل امرأة وأم
مقابلة مع الأم: لارا نصار
تفرض علينا الحياة في كثير من الأحيان واقعاً جديداً، فنضطر لتغيير وتبديل الأولويات في حياتنا، ولا يقتصر الأمر على الأمهات فقط، بل على النساء بشكل عام، حيث يواجهن الكثير من الضغوط المجتمعية من الأسرة والمحيطين لتغيير حياتهن بما يتلاءم مع دورهن كأمهات وزوجات. من هنا قررت لارا نصار أن تواجه هذه الضغوطات عن طريق منصتها على السوشال ميديا "مش بس ماما"، فبعد أن كانت تمنح العمل كامل اهتمامها وتضعه على رأس أولوياتها، أصبح الآن يتشارك هذه المنزلة مع طفلها سيف وقد استغرب الكثيرون استمرارها في إعطائه الأولوية بجانب تربيتها واعتنائها بطفلها فلم تتوقف عن المسير في طموحاتها رغم انتقاد البعض لها.
قمنا بسؤال لارا عن رحلتها مع منصتها وكيفية تفاعل الناس مع أفكارها:
1. حدثينا عن نفسك قليلاً...
اسمي لارا نصار وعمري 34 عاماً، لدي طفل واحد يبلغ من العمر ثلاثة سنوات واسمه سيف. أعمل في مؤسسة دولية هولندية تعمل في مجال إدارة المنح في الأردن.
2. أخبرتني من قبل أنك قررت تأجيل إنجاب الأطفال في بداية زواجك، لماذا اتخذت هذا القرار؟
لم أشعر في بداية زواجي بأنني جاهزة نفسياً للإنجاب، وخاصة أنني امرأة عاملة، وكنت في تلك الفترة من حياتي أعطي العمل الأولوية سعياً لتكوين مسيرة مهنية والعمل على تحقيق ذاتي فيه والإنجاز المهني، ولكن عندما شعرت بأنني مستعدة لإنجاب طفل، أنجبنا طفلي سيف.
3. كيف تصفين شعور الأمومة والمسؤوليات؟
من الصعب أن أصف شعور الأمومة، وأجد أن لكل واحدة منا تعريف خاص بها للأمومة، ولا أنكر أنني في بداية أمومتي لم يكن تعريفي ومفهومي للأمومة واضحاً، ولكن اليوم وبعد مرور 3 سنوات، أصبحت أكثر وعياً بكوني أماً.
4. هل وجدتِ الدعم من المحيطين بكِ للاهتمام بعملك ومسيرتك المهنية؟
يجب على كل أم أن تعلم أنها لا تستطيع أن تقوم بكل شيء في نفس الوقت أو لوحدها، وأننا بحاجة للمساندة والمساعدة، وقد وجدت هذا الدعم من زوجي ووالديّ وأهل زوجي، وقد ساعدني هذا على إعطائي المجال للتفكير بمسيرتي المهنية وألا يكون اهتمامي وطاقتي بالكامل في تربية طفلي.
5. هل تعتقدين أن الأمومة عائق أمام المرأة لتحقيق الإنجاز الوظيفي؟
لا أرى أن الأمومة عائق أبداً، ولكن المشكلة أن المجتمع والمحيطين يجعلونها عائقاً، فالمرأة تجد ذاتها تعمل داخل المنزل بشكل كامل، بالإضافة لدورها كأم والعمل خارج المنزل، فتفقد القدرة على الاهتمام بذاتها، لذلك، وبسبب هذه المفاهيم والممارسات المجتمعية، فالأمومة قد تكون عائقاَ.
6. كيف تصفين حياتك المهنية بعد الأمومة وقبلها؟
قبل الأمومة، كانت المهنة هي أولوية في حياتي، وكنت أركز على تحقيق أهدافي المهنية، ولكن بعد أن أصبحت أماً، قمت بتغيير جميع أولوياتي، وقد وضعت العمل في النهاية، خاصة أنني في بداية أمومتي ومن أجل العمل، كنت مضطرة للسفر وترك طفلي، وكانت فترة صعبة نفسياً، ولكنني بعد ذلك، أدركت أنني لا يجب أن أصنف ذاتي كما يريدها الآخرين، وقد استطعت أن أرتب أولوياتي في الحياة، وأن أضع العمل كأولوية وعائلتي كذلك، وأن يكون الاثنان جنباً إلى جنب.
7. هل زادت التحديات التي تواجهينها؟
نعم وذلك لاختلاف مفهومي للأمومة عن المفهوم السائد في المجتمع، حيث يرى الجميع أن الاهتمام بالمنزل والأطفال أهم من العمل وتحقيق الإنجاز الوظيفي، وأن على المرأة دائماً التضحية بذاتها وطموحها، حتى أنني كنت أتلقى الكثير من الكلام المسيء والنقد الجارح عند ترك طفلي والسفر.
8. هل تجدين أن المرأة مظلومة في سوق العمل المحلي؟
نعم للأسف، المرأة تتعرض للظلم في المجتمع المحلي، خاصة أنها لا تأخذ حقها في مراكز صنع القرار، مما يجعل القرارات المتخذة غير ملائمة للنساء العاملات، ولا تفكر باحتياجات المرأة ودورها كأم، حتى أن إجازة الأمومة لا تكون كافية، وغيرها الكثير من المعيقات التي تواجه النساء في سوق العمل، كما أن ثقافة المجتمع لا ترى أهمية في وجود مهنة للمرأة، وتعرف فقط من خلال أمومتها، ويراها العالم كأم فقط.
وتعاني الكثير من النساء من عدم وجود دعم، فنحن يتوقع منا العمل كأننا لسنا أمهات، وأن نربي أطفالنا كأننا أمهات غير عاملات.
9. كيف تقومين بالتنسيق بين عملك وحياتك الخاصة؟
صراحة في البداية، لم يكن من السهل التنسيق بين الطرفين، ففي كل مرة كنت أريد فيها القيام بشيء للاهتمام بذاتي كنت أشعر بالذنب تجاه طفلي، وقد احتجت عاماً كاملاً حتى استطعت التنسيق بين العمل والمنزل بفضل وجود الدعم من المحيطين.
10. لماذا اطلقتِ حساب (مش بس ماما) على انستغرام؟ ما الأهداف التي تريدين تحقيقها من الحساب؟
Mish Bas Mama هي صفحة يمكن أن تساعد النساء أن يكونوا أكثر من مجرد أمهات، هي مساحة للأمهات لأن يكن أكثر فخراً بأنهن أمهات طموحات، وأنهن لسن فقط أمهات، وأشارك من خلال الحساب قصص نساء ملهمة، قصص النساء اللاتي استطعن تحقيق أهدافهن وعملن لبناء حياة مهنية في عالم الأعمال إلى جانب كونهن أمهات رائعات، كما أشارك قصص النساء اللاتي يقمن بإكمال تعليمهن على الرغم من الأمومة.
حيث إن هذه القصص ستساعد النساء الأخريات على التوقف عن الشعور بالذنب لإكمال الدراسة أو العمل أو ممارسة هوايتهن المفضلة، وأنه بالإمكان تأسيس عائلة إلى جانب الاهتمام بالذات.
11. ما هو الوقت النوعي مع طفلك بالنسبة لك؟
لقد توقفت عن العمل في المنزل، وأعطي طفلي وقتي كاملاً بعد العمل حتى يحين موعد نومه، فنحن نلعب ونقوم بالكثير من الأنشطة مثل الرياضة والطبخ والرسم والمشي في الهواء الطلق وغيرها الكثير من الأنشطة.
12. ما نصيحتك للأمهات العاملات؟
لا تشعري بالذنب، وتذكري أنه يمكنك أن تكوني ما تريدين بعيداً عن كونك أماً، وأن الأمومة جزء من حياتك وليست كل حياتك، ولا تترددي في طلب المساعدة والدعم ممن حولك أو توظيف مساعدات سواء في المنزل لأو كجليسة أطفال فكلنا نحتاج للمساعدة من وقت