من المعروف أن هناك عدد كبير من قنوات اليوتيوب التي تستهدف الأطفال بالذات، فمنها ما يعد مفيداً بالفعل، حيث يقوم أصحابها بتقديم محتوى تعليمي هادف عن طريق الفيديوهات وهناك من تنشر فيديوهات لا تناسب الأطفال بتاتاً، أو من خلال الإعلانات القصيرة التي يتم بثها قبل بدء الفيديو أو خلاله.

لم تتمكن منصة يوتيوب من منع هذه القنوات والجهات المعلنة من النشر حتى الآن لأن أصحاب هذه القنوات اكتشفوا الثغرة في خوارزمية يوتيوب وهي أنه يتم استثناء القنوات من المنصة بناءً على الشكاوى التي يتم تقديمها من قبل المستخدمين والتي يتم التعامل معها بشكل يدوي بالاعتماد على الموظفين فقط. فبالتالي ستكون عملية رصد المحتوى السيء بطيئة وغير فعالة مما يترك بوابة مفتوحة للقنوات غير المناسبة للأطفال للاستمرار بنشر محتواها وجمع الأموال من أعداد المشاهدات دون رقابة، حتى أنه تم إطلاق اسم "بوابة إلسا" (Elsa Gate) على هذه الثغرة!

هذه البوابة أوضحت لمنصة يوتيوب أنه يتم بث محتوى سيئ للأطفال حتى ولو أنهم يشاهدون فيديوهات مناسبة لهم ولأعمارهم. التقنية التي يتبعها أصحاب هذه القنوات هي أنهم يحملون الفيديوهات على أنها مناسبة للأطفال، كما أنهم يستخدمون في كلمات الوصف والبحث المفتاحية، الكلمات أو الأحرف التي يمكن للأطفال أن يكتبوها في خانة البحث على يوتيوب (aaaa أو bbbbb) على سبيل المثال. فإن قام الطفل باللعب في خانة البحث ستظهر له هذه الفيديوهات.

ربما الآن، بدأتم تفكرون باسم هذه البوابة ولماذا سميت إلسا... أليس كذلك؟ اكتشفت المنصة هذه الثغرة عندما لاحظ الأهل ظهور شخصية فيلم ديزني Frozen  إلسا، بفيديوهات مخلة للآداب تتخللها الإباحية والمخدرات والملابس غير المحتشمة مصحوبة بأناشيد حضانة سعيدة في الخلفية بشكل غير مفهوم، ولم يستطع أحد معرفة مصدر هذه المقاطع، التي يصنفها يوتيوب على أنها صديقة للأطفال.

الإجراء الأول الذي اتخذه يوتيوب عام 2017 هو منع دفع الأموال للقنوات التي تقوم بخداع خوارزمية المنصة والحد من قبول الجهات المعلنة التي يمكن أن تستغل Elsa gates، كما تم أيضاً استثناء القنوات التي تعتمد على التصوير في المنزل وخاصة للأهل مع أطفالهم.

كقناة Toy Freaks والتي يديرها أب  يُدعى Greg Chism، والذي تم اتهامه بإساءة معاملة الأطفال بعد أن تم اكتشاف أنه كان يعرض ابنتيه لمواقف سيئة وصعبة لجمع المشاهدات، وقد وصلت القناة الى 8.5 مليون مشترك.

وقد حاولت المنصة أيضاً إزالة جميع المحتوى المسيء من خلال حذف أكثر من 50 قناة وأكثر من 150000 مقطع فيديو تم الاشتباه بههم أو التأكد من استغلالها للأطفال وتقدميها محتوى غير صالح لهم، وهناك العديد من النظريات لتفسير وجود Elsagate واستخدامها، ومن هذه النظريات:

1. وجود علاقة بين المحتوى والبيدوفيليا والمحتوى الإباحي

قد تعد هذه النظرية مزعجة وسيئة، فهي تقترح أنه من خلال تعريض الأطفال عمداً لسلوك غير لائق فإنهم سيكونون أكثر تقبلاً للاستغلال في المستقبل.

2. المحتوى غير مخصص للأطفال

يعتقد البعض أن هذا المحتوى غير موجه للأطفال، إنما لمجموعة من الأفراد المهووسين بالسعي وراء الملذات غير العادية، والمهووسين بالأبطال الخارقين، أو أولئك الذين يستمتعون بالتظاهر بأنهم أطفال!

3. جمع المال

نظرًا لأن العديد من هذه المقاطع تحصل على ملايين المشاهدات والاشتراكات، فإنها تجمع الكثير من الأموال من يوتيوب فيحقق أصحابها ثروات طائلة بوقت قصير.

من الجيد أن هناك حلول لحماية أطفالكم من أي محتوى على الإنترنت وهي:

1. مراقبة كل ما يشاهدونه ويفعلونه على الإنترنت.
2. منصة يوتيوب قامت بإطلاق تطبيق Youtube Kids الذي يمكنكم كأهل تحديد ما يشاهده أطفالكم من قنوات وفيديوهات ويعطيكم خيارات للتحكم بمدة المشاهدة أيضاً.

من الخيارات الآمنة أيضاً هي تحميل البرامج المفضلة لأطفالكم على أجهزتهم الإلكترونية وفصل الإنترنت عنها حتى لا يستخدموا التطبيقات دون مراقبة من قبلكم.

المراجع:

https://www.mccwdbb.catholic.edu.au/wp-content/uploads/2019/10/SoS-Cheat-Sheet-Elsagate-and-يوتيوب.pdf